قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي بعد مضي سنتين على الثورة، إن بلاده حققت الثورة في عقلية المواطنين، معتبرا إعطاء حرية التعبير والحق في التظاهر للشعب، أهم غنائم الحرب التي شنوها ضد النظام السابق، فيما تجاهل الحديث كل المطالب الاجتماعية التي رفعت ولا تزال ترفع لحد الساعة. بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة التونسية، أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن بلاده في طريقها للوصول لتوافق فريد من نوعه في العالم العربي، وأنها بهذا التوافق جنبت العباد شبح حرب أهلية بين المحافظين والحداثيين، فيما أعرب عن فخره بالتحول في العقليات الذي أحدثته الثورة التونسية وأن المواطن التونسي أصبح حرا ولا يخشى السلطة، ودافع المرزوقي عن تحالفه مع الإسلاميين ممثلين في حزب النهضة. وقال المرزوقي أن بلاده التزمت طريق الديمقراطية والتوافق بين الإسلاميين والحداثيين لتجنب “حرب أهلية”، موضحا في مقابلة مع قناة فرانس-24 الإخبارية قبل يومين من الذكرى الثانية للثورة في تونس، “لقد حققنا أمرين استثنائيين تماما، الأول هو ثورة في العقلية حيث أصبح التونسيون اليوم مواطنين ولم يعودوا يخافون الشرطة ولا السلطة”. وأضاف المرزوقي اليساري العلماني المتحالف مع حزب النهضة الإسلامي في الحكومة “وهناك أيضا ثورة سياسية حيث بات التونسيون يتمتعون بحرية التعبير وحرية التظاهر”. وبعد أن أشار إلى وجود فريقين هما “المحافظون والحداثيون” حذر المرزوقي من مخاطر المواجهة بين هذين الفريقين مدافعا عن الائتلاف الذي يشارك فيه داخل الحكومة مع الإسلاميين. وأضاف “إما أن يتواجه الفريقان ونكون إزاء حرب أهلية باردة أو ساخنة، او ان نتخذ موقفا مغايرا وهو موقفي: لا بد من أن نجعل من تونس المتعددة هذه واقعا موحدا ولا بد من دفع الناس إلى التحاور”. وتابع الرئيس التونسي “نحن في طريقنا للوصول إلى توافق فريد في العالم العربي”، رغم التأخير في كتابة الدستور، مؤكدا أنه غير نادم على “الخيار الاستراتيجي” الذي اتخذه بالتحالف مع الإسلاميين. وتتهم المعارضة مع قسم من المجتمع المدني، حزب النهضة بالعمل على أسلمة البلاد عبر الحد من حرية التعبير ومن حقوق المرأة بشكل خاص.من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية السبت أن مسودة الدستور التونسي الجديد تنطوي على نقاط بالغة الالتباس في مجال حقوق الإنسان خصوصا بشأن المرأة وحرية التعبير، في الوقت الذي تحيي فيه تونس الإثنين الذكرى الثانية لثورتها.