تتواصل المعارك داخل سوريا وتحتدم المواجهات يوميا في ظل غياب حل واضح وصريح للأزمة، خاصة أمام توقف مساعي الحوار التي لم تسفر إلى غاية اليوم عن أي جديد يذكر، وسط تبادل للاتهامات بشأن السلاح النووي بين الطرفين. اتهمت المعارضة السورية أمس نظام الرئيس بشار الأسد بتدمير مئذنة الجامع العمري بمدينة درعا جنوب البلاد، الذي يعد رمز النضال السوري على اعتبار أنه أول مكان احتضن الثورة السورية وخرجت منه قبل عامين أولى تظاهرات العزة والكرامة المطالبة برحيل النظام. وذكرت تقارير إعلامية سعودية دعم حزب الله اللبناني للرئيس السوري حيث كشفت صحيفة ”الوطن” أن نحو 1200 مقاتل من حزب الله اللبناني، إلى الأراضي السورية خلال الأيام القليلة الماضية عبر ممرات مائية في البحر الأبيض المتوسط، إلى أن بلغوا مرفأ طرطوس في الجزء الغربي المطل على الساحل، وذلك للقتال إلى جانب قوات الأسد. وذكرت الصحيفة أن مصادرها أكدت لجوء نظام دمشق إلى الاستعانة بمقاتلين من العراق وباكستان وأفغانستان، ما يدل على تضاؤل الرغبة في القتال إلى صفوف النظام من قبل المجندين السوريين، هذا بالإضافة إلى عدم تلبية جنود الاحتياط في القوات المسلحة السورية للنداءات المتكررة التي تطلقها إدارة الشؤون العامة أو المعنوية في قيادة القوات. على صعيد آخر أعربت أستراليا عن قلقها بشأنها أمنها على خلفية انخراط عدد من مواطنيها في القتال بسوريا، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الأسترالية أن مشاركة مواطنيها في النزاع الدائر في سوريا إلى جانب المعارضة المسلحة بمثابة تهديد جدي لأمن البلاد. وأشارت وسائل إعلام أسترالية إلى أن ما يقارب 200 مواطن أسترالي معظمهم من أصول شرق أوسطية يحاربون ضمن صفوف مجموعات المعارضة السورية ضد الجيش النظامي، غير أن بوب كار وزير الخارجية الأسترالي رفض في مقابلة مع إحدى القنوات التعليق على هذه الأرقام والمعطيات، على اعتبار سرية المعلومات، مؤكدا أن الاستخبارات الأسترالية تتعاطى مع هذه المسألة بشكل جدي للغاية، لكن الوزير لم ينف في الوقت ذاته أن سوريا أضحت في الآونة الأخيرة بؤرة استقطاب للجهاديين من مختلف أنحاء العالم. وتشير المعطيات الإعلامية إلى وجود 100 أسترالي يقاتلون في صفوف ”جبهة النصرة” التي أدرجتها أستراليا الشهر الماضي في قائمة المنظمات الإرهابية. كما أفاد تقرير إخباري أمس أن الجيش الحكومي السوري بدأ في اتخاذ خطوات للسيطرة على البلاد، في ظل تواصل أعمال العنف على مدار عامين والتي كانت المخابرات السورية تديرها بشكل كامل. وقال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقالة له بصحيفة ”اندبندنت” إن قوات الأمن العسكرية بدأت للمرة الأولى التعامل بصورة مباشرة مع المدنيين، وإعطاء أوامر حتى لرؤساء أجهزة المخابرات. وأضاف أن جيش بشار الأسد هو من يدير العملية الأمنية في المعركة بعد أن كانت المخابرات هي التي تعطي التعليمات للجيش وأن القادة الميدانيين للجيش هم من يتخذون القرارات في البلاد. ميدانيا تواصلت المعارك على جبهات متفرقة في سوريا بين قوات النظام والجيش الحر، وسط اتهامات متبادلة بهجمات بأسلحة كيميائية في حلب، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 48 شخصا قتلوا في دمشق وريفها ودرعا إلى حد كتابة هذه الأسطر، بينما استمر قصف القوات النظامية على حي جوبر في دمشق وعلى معضمية الشام وداريا بريف العاصمة.