التحاق النفسانيين والممارسين الأخصائيين باحتجاج الوظيف تصاعدت أمس حالة الاحتقان على مستوى 32 ولاية بالجنوب والهضاب العليا، وهو ما يعكسه اليوم الأول من الإضراب في أسبوعه الرابع على التوالي، والذي شهد التحاق تنظيمات نقابية أخرى بهذه الحركة، خاصة من قطاع الصحة على غرار النفسانيين والأخصائيين، وقد بلغت النسبة العامة للإضراب في مختلف القطاعات 71،29٪، وفي التعليم الثانوي تراوحت نسبة المشاركة مابين 51٪ و78٪، رافقتها مقاطعة كل من ”الكناباست” و”الانباف” ندوة وزارة التربية حول الإصلاح، تنديدا بعدم النظر في مطالب 200 ألف موظف. للأسبوع الرابع على التوالي واصل موظفو الجنوب والهضاب العليا إضرابهم شبه المفتوح المتجدد أسبوعيا ولمدة ثلاثة أيام متتالية، وذلك من أجل استرجاع، على حد قول المنسق الوطني ل”السناباست”، مزيان مريان، ”الحق المهضوم منذ سنوات والمتمثل في تحيين كل من منحة المنطقة والتعويض النوعي عن المنصب على أساس الأجر القاعدي الجديد وبأثر رجعي ابتداء من 01/ 01 /2008”. وقال مزيان ”إن الإضراب يتواصل، والسلطة العمومية تقف كالمتفرج وهو ما يثبت للجميع ما سبق وأن صرحنا به سابقا، وهو أنّ الحكومة إما أنها غير معنيّة بهذا الإضراب، وغير مكترثة للعواقب الوخيمة التي حذرنا منها والتي ألحقت حاليا أضرارا جسيمة مست جوهر عملية التمدرس للتلاميذ في مناطق تسمى الجنوب والهضاب العليا، فآلاف التلاميذ توقفت عنهم الدروس في كثير من المواد منذ نهاية شهر فيفري الفارط، أو أن هذه الحكومة هي عاجزة وفي حيرة من أمرها عن كيفية الرد أو الاستجابة لمطالب مشروعة، وهي في الأصل حقوق مهضومة منذ سنوات”، محذرا من الإضراب الذي قال عنه إنه ”كان شرا محتوما، إلا أن عواقبه الآن في الميدان جدا خطيرة، خاصة وأن الموظفين المعنيين قرروا التصعيد وهو ما سيعقد الأمور أكثر ويجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات، وذلك في ظل استمرار السلطة العمومية في انتهاجها لسياسة المماطلة والأساليب القمعية الاستفزازية”. الولاة يرفضون منح تراخيص للمسيرات واستعدادات لمسيرة مليونية وأكد المتحدث أن هذا الإضراب سيدخل أسبوعه الخامس المتصاعد إلى المفتوح ابتداء من الأحد 5 ماي في حالة ”استمرار السلطة العمومية في صمتها وتجاهلها لمطالبهم”، مشيرا إلى مقاطعة الندوة الوطنية التي دعت إليها الوصاية بحكم أنهم في إضراب ، وأن الموظفين المضربين يتعرضون إلى ”إهانة كبيرة تستوجب عليهم وعلى الأقل هذه المقاطعة كأضعف إيمان، وهو الشيء نفسه بالنسبة ل”الإنباف” إلى انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام من خلال الصمت التام للحكومة الذي اعتبره استفزازا لموظفي القطاع. وحذر ”الإنباف” مما يتم الترويج له في الأوساط التربوية والمتمثل في ”وثيقة مجهولة المصدر لإيهام المضربين بأن الحكومة استجابت لمطالبهم المتمثلة في احتساب منح المناطق والامتياز على أساس الأجر الجديد وبأثر رجعي ابتداء من 01/ 01/ 2013، في ظل الصمت التام للحكومة، وكأن هذا الإضراب وقع في مالي أو تشاد”، مستنكرا رفض الولاة منح تراخيص للمسيرات، ولذا طلب من السلطات العمومية ”فتح تحقيق حول الوثيقة المشبوهة المروجة”، ملوحا بإضراب مفتوح بدوره بداية من 6 ماي يتبع بمسيرة مليونية بعد أن أكد نجاح إضرابهم الذي تراوحت نسبته بين 60٪ و77.20٪.