تسعى باريس إلى استعادة مكانتها في منطقة الساحل عبر حملات الرعاية الصحية والإعانات الموجهة للفقراء في الدول المعنية، بعد أن كان لقرار التدخل العسكري للجيش الفرنسي وقع القطرة التي أفاضت الكأس، حيث وضمن هذا التوجه أعلن الوزير الفرنسي المفوض المكلف بالتنمية، باسكال كانفان، إطلاق “مبادرة من أجل توفير الرعاية والعلاج لأطفال مالي والبلدان الأخرى في منطقة دول الساحل” التي سيتم تمويلها بقيمة 30 مليون أورو بجزء من عائدات الضريبة الفرنسية على المعاملات المالية، حيث تستند هذه المبادرة إلى إنشاء صندوق تديره الوكالة الفرنسية للتنمية، على أن القائمين على المبادرة يعتبرون بأن هدف الأعمال التي ستتم مساندتها في مختلف بلدان منطقة دول الساحل هو إتاحة العلاج لأطفال الأسر الأكثر فقراً، الذين ليس لديهم قدرة على دفع ثمن الاستشارات الطبية، مشيرة إلى أن عدد الأطفال الذين يمكنهم الاستفادة من هذا الجهاز يقدر بمليوني طفل. وتُبرر حكومة الإليزيه هذا التوجه بالدواعي الإنسانية مقدمة أرقاما بأن في منطقة دول الساحل يموت طفل من أصل خمسة قبل سن الخامسة، وغالباً بسبب أمراض ممكنة العلاج، مضيفة أن المبادرة ستسمح بتوفير أفضل للرعاية من أجل منع الأوبئة الكبرى وفحصها ومعالجتها كالملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”، ولكن أيضاً من اجل أخذ الأمراض الأكثر شيوعاً وسوء التغذية الحاد على عاتقنا، وسيساهم هذا الصندوق في الحد من وفيات الرضع وتسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.