أعلن تكتل النقابات المستقلة بوادي سوف، تنظيم مسيرة سلمية قرب مقر الولاية اليوم الاثنين، احتجاجا على صمت السلطات الولائية والحكومة حيال ما يحدث بالجنوب من تجاهل وصمت عن إضرابهم المفتوح منذ 7 أسابيع متواصلة، والذي كان وراء شلل جميع المؤسسات العمومية بالوادي. الاحتجاج المذكور سيشارك فيه، حسب تصريح المتحدث باسم تكتل النقابات المستقلة بالوادي عبد الحميد مناعي، ل”الفجر”، عمال 30 بلدية، إضافة إلى عمال المديريات الولائية وسلك التربية وأساتذة الجامعة، باعتبار أن التكتل النقابي يضم ثلاثة نقابات مستقلة هي النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية سناباب والمجلس الوطني لأستاذة التعليم العالي لكناس، إضافة إلى المنظمة الوطنية لعمال التربية والتكوين، وهي النقابات التي دخلت قبل شهرين من اليوم في إضراب مفتوح عن العمل للمطالبة بمنحتي الامتياز والجنوب وكذا تحسين ظروف العمل لبعض الأسلاك المهنية، على غرار عمال النظافة وأعوان المصالح العاملين في البلديات، والذين يعمل غالبيتهم بنظام التعاقد لأكثر من 15 سنة ويتقاضون أجورا زهيدة لا تتجاوز بحسب كلام منظمي الإضراب 15 ألف دج. وأوضح المتحدث باسم التكتل النقابي، عبد الحميد مناعي، أن المسيرة السلمية التي سيشارك فيها عمال جميع المؤسسات العمومية بالوادي جاءت بعد انسداد كل قنوات الاتصال بين المضربين والإدارة، مستغربا خلال حديثه لتجاهل الحكومة لمطالب عمال الجنوب فرغم تعطل مصالح البلديات والولاية والمديريات، إلاّ أنّ الحكومة -حسبه - لم تعر اهتماما لاحتجاج عمال الجنوب منهم ولاية الوادي، ما دفعهم للمضي نحو تصعيد احتجاجهم بالسعي للوقوف أمام مقر الولاية وخلق ضغط مباشر على الوالي لدفعه لمطالبة الوزير الأول لإيجاد حل سريع قبل انفجار الوضع الذي بات على فوهة بركان، خاصة أن مصالح المواطنين تعطلت منذ شهرين تماما، فالمواطن يتجه للمديريات والبلديات لقضاء مصالحه لكن دون جدوى بسبب توقف الخدمة، ما جعل الكثير منهم يدخل في مشاحنات مباشرة مع بعض العمال الذين يتواجدون في مقار عملهم. وقصد احتواء الوضع، بادر والي ولاية الوادي عقد لقاء عاجل جمعه أمس بممثلي النقابات المستقلة، أين تباحث الطرفان الوضع السائد بالولاية جراء الشلل التام في المؤسسات العمومية بعدما تجاوزت نسبة الإضراب 98 بالمائة، وهنا وعد الوالي النقابات المستقلة بنقل صوتهم ومطالبهم بكل أمانة للحكومة والوزير الأول والسعي لإيجاد حلول سريعة لها، مبديا تفهما لمطالبهم التي أعتبرها مشروعة. أما النقابات المستقلة فنقلت له مطالب العمال الذين لن يتراجعوا، حسبما نقلوا له، عن احتجاجهم إلى غاية حلها والاستجابة لمطالبهم. ورغم محاولة الوالي ثني المحتجين عن تنظيم مسيرتهم إلاّ أن التكتل النقابي مضى قدما في تنفيذ احتجاجه الذي يراهن عليه لحل أزمة التشنج الحاصلة بين الحكومة والنقابات المستقلة. جدير ذكره أن الإضراب المفتوح ساهم في بروز سلبيات كثيرة، لعل أهمها تراكم القمامة والأوساخ بداخل التجمعات السكانية التي تحولت إلى مزابل مفتوحة سيما بوسط المدينة، وتتخوف بعض الأوساط أن يؤثر ذلك سلبا على ظهور بعض الأمراض الخطيرة، لاسيما مع تسجيل ارتفاع كبير في درجات الحرارة.