البطالة تصنع 42 بالمائة من المدمنين سنويا في بلادنا تصنع البطالة بالجزائر سنويا 42 بالمائة من مدمني المخدرات، أعمار غالبيتهم تتراوح بين 18 و30 سنة، متبوعة بفئة العمال من ذوي الدخل الهش، ما يكشف للعيان المسؤولية التي تتحملها الحكومة في انتشار الآفة والأثر الجسيم للوضع الاجتماعي، كما يسمم المغرب دول الجوار وفي صدارتها الجزائر ب5 آلاف طن من المخدرات سنويا. وكانت الأرقام التي كشفت عنها المداخلات التي قدمها المحاضرون في اليوم البرلماني الخاص بمكافحة المخدرات، مخيفة لأنها أعادت تصنيف الجزائر ضمن خانة الدول المستهلكة وليس بلدان العبور، واستنادا إلى الأرقام التي قدمها ممثل الدرك الوطني، بن شهاب محمد، فإن 72 طنا من المخدرات حجزت السنة الفارطة، مقابل 655 ألف قرص مهلوس، كما كشف ذات المتحدث عن امتداد جسور الإجرام بين الجزائر ودول أمريكا اللاتينية من خلال دخول مخدرات الصنف العالي الموجهة للمدمنين الأثرياء مثل الكوكايين، حيث حجزت ذات المصالح 165 كلغ، ضبطت على مستوى حاويات بميناء العاصمة فضلا عن سموم أخرى ممثلة في الهيرويين. وتعد البطالة من بين أهم الأسباب الصانعة للإدمان في الجزائر، بدليل أن 42.13 بالمائة من المدمنين بطالون متبوعين بفئة العمال ب27 بالمائة ثم أصحاب الوظائف الحرة وأخيرا الموظفين والطلبة بنسبة 6 بالمائة، كما تضمنت أرقام الدرك الوطني احصائيات خطيرة عن التحاق الأطفال بعالم الإدمان من خلال تسجيل نسبة 2 بالمائة من المدمنين. وكانت الأرقام التي قدمها رئيس جمعية الفورام، البروفيسور مصطفى خياطي، أكثر سوداوية، حيث قال إن مصالح الأمن تحجز ما بين 10 و30 بالمائة فقط من المخدرات التي تخترق بلادنا، وهو ما جعله يجزم أن الكمية الحقيقة التي تفرغ بالجزائر تناهز 155 طن، مقابل إفراغ 32 طنا بإسبانيا، مشيرا إلى أن هذه السموم تدخل بلادنا من المغرب الذي حوّل المخدرات إلى صناعة وطنية يرعاها المخزن، حيث يتم إنتاج سنويا ما بين 3 إلى 5 آلاف طن من الكيف المغربي. وحمل خياطي الحكومة الجزائرية مسؤولية الارتفاع المسجل في دخول المخدرات المغربية، وقال إن انتشارها المتواصل يستدعي من الوزارة الأولى إنشاء مركز خاص يعمل تحت وصايته المباشرة، كما دعا إلى إدراج تعديل على قانون 2004 الذي يجرم المدمنين ويزج بهم في السجن، لاسيما وأن المخدرات تدخل السجون بطريقة عادية جدا، واقترح خياطي أن يتم بدل ذلك يتم إطلاق صفة المريض على المدمن وإقراره للعلاج النفسي والطبي. وأعطى خياطي أمثلة حية عن تحول المخدرات المغربية إلى إنتاج وطني يرعاه المخزن، من خلال ضلوع 36 نائب بالبرلمان المغربي في هذه الصناعة الخطيرة. وركز الدكتور جان حامد محمد الصادق، في مداخلته على الجانب الجواري والدور الذي تلعبه اللجان في تحسيس الشباب والوقاية من المخدرات، من خلال حملة قام بها في العديد من المناطق الجنوبية كأدرار، تمنراست، الجلفة مكنت من الاستماع لشهادة 40 ألف مدمن يبحث عن حلول للإقلاع عن المخدرات. أما رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني، بوزغاب، أكد أن المخدرات أصبحت مثل مادة الخبز في الجزائر، حيث تحول تقريبا كل عائلة على مجموعة من المدمنين.