يقدّم الكاتبين والمختصين عبد القادر جمعي وأحمد بويردن، مساء اليوم بفيلا عبد اللطيف بالعاصمة محاضرة بعنوان ”على خطى الأمير عبد القادر”، في إطار الدورة التي تنظمها وكالة الإشعاع الثقافي بخصوص ديوان عبد اللطيف ”الجزائر وقائع استعمارية” في موعدها الرابع، بالتعاون من منشورات البرزخ. في البداية يجمع هذا اللقاء بين روائي ومؤرخ سيحاول كل منهما بطريقته الخاصة إلى فهم أفضل لهذه الشخصية العظيمة التي تعد واحدة من كبار الشخصيات التاريخية في الجزائر والتي أضافت تحولا كبيرا مس مختلف جوانب حياة المجتمع الجزائري، ويستعرض في هذا الصدد الأستاذ والباحث عبد القادر جمعي خلال المحاضرة مجموعة من الرؤى التي يحملها الأمير عبد القادر واحد من الشخصيات البارزة التي عرفتها الجزائر طوال مسارها، كما يسعى لدراستها والوصول إلى فهم حقيقي وصحيح من خلالها إلى شخصية الأمير العظيمة، انطلاقا من كونه رجل الدولة، شخصية محاربة ومكافحة، إضافة إلى صوفيته التي بلغت أصقاع العالم، هذا ويبقى الأمير عبد القادر ورغم مرور 130 سنة على وفاته مصدرا للبحث سواء فيما يتعلق بحياته وأعماله المكتوبة التي تعكس شخصية غير عادية ومعقدة في أن واحد، كما أنّها متعددة الأوجه. من جهة يركز الأستاذ والمؤرخ أحمد بويرن الذي أنتج عديد المقالات حول الأمير عبد القادر سواء ما يتعلق بنظرة الشخصيات التي عايشته واحتكت به، أو في ما يخص فهمه للحياة ولفلسفتها وللدين والقانون الإنساني وصراع البشر في الحروب وغيرها، على شخصية الأمير بناء على هذه المعطيات وأخرى من بهدف إماطة اللثام ولو عن جزء متواضع من شخصيته. يذكر أنّ الروائي عبد القادر جمعي، من مواليد 1948 بوهران، اشتغل كمدرس ثم صحفي ساهم في عدة دوريات جزائرية، وفي عام 1993 انتقل إلى فرنسا، حيث أصبح منشطا لورشات الكتابة داخل المدارس والسجون، من بين مؤلفاته ”صيف رماد” سنة 1995، مذكرات ”نيغرو” سنة 1999، ”مخيم” سنة 2002، ”محطة الشمال”، إضافة إلى مؤلف ” الأنف على الزجاج” المنجز سنة 2004. وكذا عمله الصادر في 2010 تحت عنوان” زهرة على الشرفة”. أمّا أحمد بويردن، المولود سنة 1967، بالجزائر، خريج المدرسة الوطنية للفنون المسرحية سنة 1994، حاصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات المتوسطية والشرقية من جامعة ستراسبورغ، من بين أعماله كتب عديد المقالات عن الأمير عبد القادر ومقالتين ”عبد القادر من قبل معاصريه، أجزاء من صورة 2008 وعبد القادر الانسجام بين الأضداد.