ميزّ حفل افتتاح الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أوّل أمس، بركح محي الدين بشطارزي بالعاصمة، عدم نزول وزيرة الثقافة خليدة تومي ومحافظ المهرجان محمد بن قطاف إلى منصة التكريم لمنح الأوسمة للمكرّمين من الفنانين العرب والجزائريين ولا حتى لإلقاء كلمة بالمناسبة. واكتفى الحدث بحضور جمهور غفير وعديد الوجوه الفنية العربية والجزائرية. بداية الحفل جاءت معاكسة لافتتاحات الطبعات السابقة لهذا الحدث الوطني، حيث اكتفى فيه رئيس الدورة الثامنة للمهرجان أحمد أدار بإلقاء كلمة قال فيها ” أنّ هذا الحدث يعدّ وقفة وفاء لمن صنعوا الفرجة للجمهور الجزائري والعربي، مؤكدا أنّ إدارة المسرح الوطني ستسمر على العهد والبرنامج المسطر دوما لخدمة الثقافة والفن الجزائري ، كما تعمل على تشجيع المواهب والإبداع الشبابي في الطبعات والتظاهرات القادمة”، بينما صرّحت وزيرة الثقافة بالقاعة الشرفية بالمسرح الوطني، على هامش الافتتاح، بأنّ المكانة التي بلغ إليها هذا المهرجان اليوم بشهادة الفنانين العرب الذين قالوا بأن الجزائر قلعة للفنانين العرب، يعود الفضل فيها إلى المحافظ محمد بن قطاف الذي قدّم خدمة جليلة للمسرح الوطني. وأكدّت تومي على أنّ الدولة تتبنى إستراتيجية واضحة لتمويل الإبداع وتأسيس المهرجانات، والهدف من هذا المهرجان هو إبراز الإنتاج المسرحي السنوي. ونوهت بضرورة الوعي المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا من أجل الحفاظ على هذه ”القلعة”. وفي السياق انطلق الحفل بعرض مسرحي للمؤلف أحمد خودي شاركت فيه الفنانة فتيحة سلطاني ومجموعة من الممثلين الشباب تحت عنوان ”العهد” يروي من خلاله تاريخ النضال الجزائري ضد المستعمر الفرنسي بداية من سنة 1830 إلى غاية تحقيق الاستقلال سنة 1962، حيث ركز عبره على أهم المحطات التاريخية التي ميزت كفاح الشعب الجزائري في مختلف مناطق الوطن، ليليه تكريم ثلة من الوجوه الفنية العربية هن الثلاثي النسوي الفنانة المصرية سوسن بدر، الدكتور والمسرحية العراقية عواطف نعيم والفنانة التونسية دليلة مفتاحي، بينما كرم من الجزائر 13 فنانا نذكر منهم حسان بن زراري، خوذي أحمد، خلادي داودية، كالي محمد، بن يوسف حطاب، ريم تاكوشت، منيغاد أمال وآخرون. وفي الساق ذاته أعلنت مسرحية المؤلفة نجاة طيبوني الموسوم ب ”جميلات” والتي تشارك ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان إلى جانب 16 عملا مسرحيا جزائريا، عن الانطلاق الرسمي للتظاهرة التي برمجت عديد الأنشطة الفنية والثقافية على غرار ملتقى علمي يحتضنه ”فندق السفير” يناقش موضوع الكتابة المسرحية في الوطن العربي بين الاقتباس، الاستنبات والترجمة، من خلال 4 محاور حول التأليف المسرحي، ظاهرة الاقتباس، حركة الترجمة وآليات الكتابة المعاصرة، بالإضافة إلى تخصيص يوم دراسي حول عمدي المسرح الجزائري مصطفى كاتب بعنوان ”حياة من أجل الجزائر..والمسرح”، ناهيك عن تسطير برنامج أدبي خاص بالتظاهرة من خلال 4 فقرات القصة في ضيافة المسرح، الرواية في ضيافة المسرح وكذا الشعر والشعر الشعبي.