ناشد الرئيس اللبناني ميشال سليمان السلطات الإيرانية التدخل العاجل لإجبار حزب الله العدول عن إقحام نفسه في الحرب ودعمها لقوات بشار الأسد، في ظل المبادرات الدولية التي خفّت جهودها السياسية في الآونة الأخيرة بخصوص الأزمة السورية ما عدا بعض اللقاءات الجانية التي تجمع بعض الفاعلين في النزاع، حيث التقى أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بمقر الجامعة ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي وبحثا تطورات الأوضاع في المنطقة. ناشد الرئيس اللبناني ميشال سليمان طلب من السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي إبلاغ موقف لبنان هذا إلى الرئيس أحمدي نجاد الضغط على حزب الله لوقف دعمه الجيش النظامي السوري، موضحا أن الاشتراك العلني للحزب في القتال داخل سوريا غير مبرر على الإطلاق مجددا رفض لبنان للموقف الذي اتخذه حسن نصر الله من القضية السورية، يحدث ذلك بالموازاة مع الجهود العربية والدولية المبذولة لحل الصراع في المنطقة، وهو ما تناولته المحادثات التي جمعت بين ممثل الجامعة العربية وممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أطلع العربي المسؤولة الأمريكية على نتائج الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب بشان سوريا والجهود المبذولة لعقد مؤتمر للمعارضة السورية تحت رعاية الجامعة العربية، كما قدم الأمين العام للجامعة العربية للجانب الأمريكي المقترحات العربية وكذا وجهات النظر التي تبلورت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن المؤتمر الدولي الخاص بسوريا ”جنيف2” ومتطلبات الاستقرار في سوريا وإنجاح هذا المؤتمر الدولي. على صعيد آخر تتواصل المعارك الضارية بين الجيش النظامي والحر على جبهات قتالية عدة بين تفاوت سيطرة الجانبين على مختلف المناطق السورية، كما عادت عمليات التفجير الانتحارية لتطبع الشوارع الدمشقية، حيث سجلت الحصيلة الأولية للتفجيرين اللذين استهدفا ساحة المرجة بدمشق، أمس 14 قتيلاً و31 جريحا، حسب ما نقله التلفزيون الرسمي السوري، وذكرت مصادر الشرطة أن التفجيرين وقعا قرب مركز لشرطة الانضباط بالمرجة في دمشق وتسبب في أضرار مادية كبير بالمبنى، وتتضارب الآراء بشأن الجهات المسؤولة عن التفجيرين بين اتهام النظام للجماعات المتطرفة واتهامات المعارضة للنظام بافتعال الهجومين لتضليل الرأي العام العالمي ولو على حساب الأرواح البريئة التي تسقط يوميا جراء الحرب الدائر ة في البلاد. من جهتها انتقدت المعارضة المساعي الأمريكية مشيرة الى أن خطوة واشنطن لتسليحها غير جادة حيث شكك لؤي صافي القيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية في جدّية الولاياتالمتحدة بتسليح المعارضة السورية المسلحة، ورأى أن العامل الحاسم في الحراك السياسي والعسكري في سوريا مازال بيد قوى الثورة والمعارضة، وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف لوكالة ”آكي” الإيطالية للأنباء أن خيار واشنطن الأول الذي حافظت طيلة مدة الثورة هو رفض تقديم أي دعم عسكري للمعارضة والاكتفاء ببيانات الشجب والتنديد، مشيرا الى أن التحول الديمقراطي في الدول العربية لم يكن يوما من أولويات الإدارة الأمريكية. ميدانيا واصلت أمس قوات النظام قصفها لمطار منغ العسكري بمحافظة حلب شمال سوريا بعد تقدم مقاتلي المعارضة داخله، بعد إحراز الجيش الحر تقدما ملحوظا في الموقع وسيطرتهم على الجزء الأكبر من المطار منذ شهر فيفري الماضي حسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان.