المعارضة تختار رئيس حكومتها بإسطنبول حمّل نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، مجلس الأمن الدولي مسؤولية استمرار القتال في دمشق، في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير إعلامية أن بريطانيا شرعت في سحب سري لقواتها الخاصة من أفغانستان بهدف إرسالها إلى سوريا، فيما يناقش الائتلاف بإسطنبول تشكيل حكومة مستقلة تدير المناطق المحررة بالبلد. قال العربي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأخضر الإبراهيمي، أمس، بمقر الجامعة العربية، أنه طالب رسميا مجلس الأمن بالعمل على وقف القتال في سوريا قبل البحث عن التسوية السياسية. من جهته جدّد الإبراهيمي تحذيره من خطورة الوضع في سوريا، مشدّدا على ضرورة الحوار ولا شيء غير الحوار. على صعيد مواز ذكرت صحيفة ”ديلي ستار” اللبنانية الناطقة بالإنجليزية، أمس الأول، أن بريطانيا بدأت سحب وحدات من قواتها الخاصة المنتشرة في أفغانستان بشكل سري بهدف إرسالها إلى سوريا في إطار خطة اعتمدتها لمساعدة المعارضين السوريين، ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة البريطانية أن قيادة القوة الجوية الخاصة والقوة البحرية الخاصة تضع خططا سرية لتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة التي يحتاجون إليها بصورة ماسة، وأضافت الصحيفة أن وحدات القوات الخاصة ستعمل بتوجيه من جهاز الأمن الخارجي البريطاني ”أم آي 6” ونظيره الفرنسي الإدارة العامة للأمن الخارجي، لتسليم أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه إسترليني للمعارضة السورية. بالموازاة مع تصاعد الأحداث داخل سوريا بدأت المعارضة السورية، أمس، بمدينة إسطنبول بتركيا سلسلة لقاءاتها من أجل اختيار رئيس حكومة جديد يتولى إدارة المناطق المحررة، ويتنافس على منصب رئيس الحكومة تسعة مرشحين في انتظار ما تسفر عنه المناقشات التي تدوم يومين، لاختيار رئيس حكومة يشرف على تسيير الأراضي التي سيطر عليها الجيش الحر في شمال وشرق سوريا التي تشهد فوضى عارمة خاصة بوجود انقسامات داخل المعارضة، لذلك مطلوب من أعضاء الائتلاف ال70 الاتفاق أولا على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية أو الاكتفاء بتشكيل هيئة تنفيذية ذات صلاحيات أكثر محدودية، وهي المسألة التي أجلت اجتماع الائتلاف مرتين. فيما لم تحدد بعد مواقف دول الاتحاد الأوروبي من قرار فرنسا وبريطانيا بشأن تسليح المعارضة الذي ترفضه روسيا المصّرة على الحوار لضمان انتقال سياسي في سوريا، لا تزال فرنسا متمسكة بقرارها رغم ردود الأفعال المختلفة بين مؤيدة ورافضة للخطوة، حيث كرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعوته لتسليح المقاتلين السوريين المعارضين، معتبرا أن مبادرة فرنسا تحول دون انتصار تنظيم القاعدة في سوريا، وأضاف فابيوس في مقابلة تلفزيونية أن الوصول إلى حل سياسي في دمشق يستوجب تحريك الوضع العسكري ميدانيا وتسليح مقاتلي المعارضة للتصدي للطائرات التي تقصف المناطق السورية دون هوادة، مشيرا إلى أن الائتلاف الذي اعترفت به 100 دولة كفيل باحترام كافة أطياف المجتمع في سوريا المستقبلية لذلك ستكون عملية التسليح دافعا للجناح العسكري في المعارضة ومؤازرة لجهوده. ميدانيا يواصل طرفا الصراع في سوريا قتالهما حيث قصف أمس الجيش النظامي السوري داريا واقتحم المدينة الجامعية في دمشق، فيما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى اشتباكات بمحيط إدارة الحرب الإلكترونية قرب السيدة زينب بريف دمشق.