لا يكاد يختلف اثنان أن قطاع شبه الطبي له أهمية كبرى في المنظومة الصحية، حيث تتوقف عليه عملية السير الحسن للكثير من القطاعات الصحية، بما في ذلك ضمان خدمات ما بعد العلاج للمرضى في المستشفيات، لأن إطارات شبه الطبي هي التي تكون على تماس يومي مع المريض وتتعامل معه. وعلى قدر الأهمية الكبرى لهذا القطاع الحساس تأتي النقائص التي يعاني منها في الجزائر، حيث يُتهم عادة بكونه وراء الكوارث الصحية التي تحدث في المستشفيات الجزائرية، سواء في الاستعجالات أو قاعات العمليات أو في الإشراف على فترات النقاهة للمرضى والمتابعة الصحية في المستشفيات. وحتى الأخطاء الطبية عادة ما تحمل في بعض تفاصيلها وجزئياتها الصغيرة لقطاع شبه الطبي. فلا الجرّاح ولا الطبيب المختص بإمكانه أن يقوم بعمله بشكل جيد بدون مساعدة الممرضين وأعوان التخذير والانعاش، ومن المستحيل أن يكون عمل المختص والجراح في المستوى مهما بلغت درجة كفاءته إلا إذا كان الطاقم المرافق له من الشبه الطبي أيضا في المستوى، لأنه عادة ما تحسم العمليات الدقيقة والمعقدة على بعض التفاصيل الصغيرة والتافهة وتلك من مهام الممرض والمرافق للجراح. ولعل الزائر اليومي لمستشفياتنا يكاد يلاحظ أن ثمة خللا ما في هذا القطاع الحساس الذي لايزال يتعامل معه على أنه في المرتبة الثانية دائما أو في درجة أقل في سلم المنظومة الصحية، في حين أن نجاح الخدمات الصحية في المستشفيات تقوم بالدرجة الأولى على مدى احترافيته. نقيب قطاع الشبه الطبي، الوناس غاشي، أكد في تصريح ل”الفجر”، أن التكوين المستمر واكتساب الخبرات الجديدة المستمدة من الميدان يوميا هي أكبر المشكلات التي يعاني منها قطاع شبه الطبي في الجزائر، حيث مايزال هذا القطاع - يقول المتحدث - يعامَل على أساس أنه شيء زائد وإضافي جسم المنظومة الصحية، وهذا خطأ كبير، حيث يجب أن يتم إشراكه في إعادة فهم وبناء المنظومة الصحية، لأن أي منظومة صحية بدون هذا الجهاز تبقى ناقصة. ويضيف الوناس غاشي قائلا إن الوزارة اليوم مدعوة إلى إعادة النظر في تعاملها و نظرتها للقطاع ومشاكله ككل، لأن الشبه الطبي هو القطاع الذي يكون 24 على24 ساعة في تماس وتعامل مباشر مع المريض. وعليه فيجب تزويد كل أفراد هذا القطاع الحساس بكافة الإمكانيات المادية والمعنوية التي تكفل له أداء واجبه ومهامه على أكمل وجه. واغتنم المتحدث الفرصة ليجدد لوزارة الصحة دعوته لأخذ مهام قطاع شبه الطبي على محمل الجد، خاصة توفير محيط مهني سليم ويمنح القدرة على الاحترافية والتطور.