يطالب رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين، السيد لوناس غاشي، بحلول لائقة لإعادة النهوض بالقطاع الصحي، ملحا على السلطات المعنية بضرورة التحكم في كيفية تسيير الهياكل الصحية وتوزيع الأدوية، إضافة إلى فرض الرقابة في المستشفيات والمؤسسات الصحية، مع تحديد مهام العمال من أطباء وشبه طبيين، كون هذا القطاع يعيش فوضى كبيرة بسبب غياب الحوار مع الوصاية التي تعطي حسبه أهمية كبيرة للمهنيين وليس الشركاء الاجتماعيين. أكد رئيس نقابة شبه الطبيين بالعاصمة، السيد لوناس غاشي في تصريح ل”المساء”، أن المنظومة الصحية في الجزائر تشهد الكثير من النقائص التي أثرت على الرعاية الصحية للمرضى، حيث لايزال المواطن يشتكي من تدني الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحية، بسبب غياب روح المسؤولية لدى بعض الأطباء الذين - حسبه - يتاجرون بصحة المواطن وتحويله من القطاع العام إلى القطاع الخاص، موضحا أن بعض الأطباء المختصين أصبح همهم الوحيد الطريقة التي يتحصلون بها على الأموال، لكنهم لا يبالون بصحة المواطن، وذكر على سبيل المثال، الأطباء الذين يأتون إلى المستشفى مرة واحدة في الأسبوع ويتقاضون أموالا طائلة، والبعض الآخر يرفض القيام بالعمليات الجراحية، بالرغم من تواجده في المستشفى، هروبا من المسؤولية، وهذا الأمر غير منطقي، فأين دور الإدارة؟ وأين هي الرقابة؟ يتساءل محدثنا. وأوضح مصدرنا أنه حان الوقت لإعادة الاعتبار لقطاع الصحة، من خلال تدخل الوصاية ومطالبتها بالاهتمام بالمشاكل الموجودة على مستوى المستشفيات، من خلال فرض الرقابة على المهنيين والقضاء على الفوضى الموجودة بقطاع الصحة، لاسيما فيما يخص الأطباء الذين يستغلون الفرصة لتحويل المرضى من القطاع العام إلى الخاص لجني الأموال، رغم استفادة المستشفيات من عتاد صحي حديث؛ كأجهزة ”السكانير”، إلى غير ذلك، لكنها لا تستعمل، ويضطر المواطن للتداوي والعلاج في العيادات الخاصة، علما أن أطباء القطاع العمومي ليس لديهم الحق في تحويل المرضى إلى القطاع الخاص. وأضاف السيد غاشي أن التكوين جد ضروري للحرص على عدم ارتكاب الأخطاء الطبية التي تحدث غالبا في القطاع العام والخاص، مشيرا في نفس الوقت إلى الطلبة الموجودين في المستشفيات، على أساس أنهم يقومون بتربصات تكوينية للاستفادة من خبرة المؤهلين والعمل مستقبلا بدون مشاكل، لكن لسوء الحظ وفي غياب الرقابة الميدانية، فإن المتربصين لا يستفيدون من فترة التكوين، لأن التأطير غير موجود وأغلبيتهم لا يعرفون كتابة وصفة طبية على الأقل، وتجدهم منتشرين في الاستعجالات لتضميد الجراح وتطهير الأجهزة الطبية. واستغرب محدثنا ظاهرة تمديد مواعيد العلاج وإجراء العمليات الجراحية البعيدة، والتي تفوق ستة أشهر على الأقل، خصوصا بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة؛ كأمراض السرطان، فمن غير المعقول أن يستطيع المريض تحمل آلامه طيلة هذه الفترة التي وصفها السيد غاشي بسياسية - اللا مبالاة والتملص من المسؤولية -، هذه الظاهرة تجعل المواطن ينتظر كثيرا وينعت قطاع الصحة بأسوأ الصفات.