عكس الحضور الاستثنائي والأول من نوعه لزعيم حمس، عبد الرزاق مقري، والرئيس الأسبق للبرلمان كريم يونس، إلى جانب الرئيس السابق للأرسيدي سعيد سعدي، رفقة بعض الأحزاب الأخرى، إمكانية حدوث توافق مستقبلي حول مرشح محتمل لرئاسيات 2014. وعلى الرغم من أن اللقاء الذي عقد أمس، من طرف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، كان مخصصا لفتح نقاش وطني حول مسودة الدستور والمقترحات السياسية التي قدمها الأرسيدي، غير أن الحضور المميز لكل من رئيس البرلمان السابق كريم يونس، رفقة سعيد سعدي ورئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، خلق انطباعا قويا بأن هناك أرضية توافق مبدئية حول إمكانية التوافق على مرشح قادم لرئيسات 2014. وقالت مصادر من داخل حزب الأرسيدي إنه من حيث المبدأ فهي لا تعارض ترشح بن فليس، ويمكن تزكيته في حالة تقدمه للرئاسيات، وأضافت أنه حتى وإن لم يتم فتح نقاش حول هذا الموضوع داخل الحزب، غير أن المصلحة والتغيير الذي تحتاجه الجزائر يمكن أن تجعل تزكية بن فليس للرئاسيات القادمة أمر ممكن جدا. من جهته، تحفظ كريم يونس، عن التصريح والإجابة عن تساؤلات حول موضوع ترشح بن فليس للرئاسيات القادم، مكتفيا بالقول إنه لكل مقام مقال وأنه يأمل الخير للجزائر. كما ترجم حضور مقري، الذي قال في مناسبات عديدة إن الحركة ستسير وراء المرشح الذي يخدم الجزائر، سواء كان من الإسلاميين أو من تيار آخر، وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد، أن أمر البحث عن مرشح إجماع للمعارضة أمر وارد في هذا اللقاء. ..والحزب يبحث عن دستور ديمقراطي بخطوط لائكية وجاءت مسودة الدستور التي صممها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، مراعية لمبدأ الفصل بين السلطات، من خلال ضمانه لحرية التعبير والرأي وممارسة السياسة، ولكنه كرس مبدأ اللائكية من خلال فصل الدين عن الدولة، كما اختصر العهدة الرئاسية في واحدة قابلة للتجديد، وألغى مجلس الأمة لأنه جاء في ظروف استثنائية. وقال محسن بلعباس، في خطاب افتتاحي لندوة الحزب المخصصة لنقاش الدستور، إن الأرسيدي لا ينتظر مسودة السلطة الخاصة بالدستور، بل صممها بنفسه، وهو يقترح وينتظر مشاركة الأحزاب والنقابات لإثرائها، لأنها تهم جميع الجزائريين، وحسب رئيس الحزب يعد اللقاء الذي عقد أمس، استمرارا لسلسة اجتماعات مخصصة لمناقشة مسودة تعديل الدستور، بكل من بجاية، تيزي وزو، سطيف، باتنة، البويرة، الشلف وتيبازة. وقد أثرى النقاش ممثلون من المغرب، تونس وموريتانيا، حيث عرضوا تجاربهم فيما يخص التعديلات الدستورية في بلدانهم، حيث كانت جميع التجارب المعروضة عبارة عن دساتير مرت عبر مجالس تأسيسية، لأنها لم تعدل الدساتير الموجودة، وإنما جاءت بدساتير جديدة تماما تنسجم ورياح الربيع العربي التي هبت على المنطقة. ورفض بعض المناضلين من الأرسيدي الفكرة التي قدمها ممثلو حركة ”الماك”، وتمسكوا بالوحدة الوطنية.