علمت “الخبر” أن وفدا من حركة مجتمع السلم يقوده عبد الرزاق مقري تنقل، أمس، إلى مقر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في إطار مشاورات بين الحزبين حول الأوضاع السياسية في البلاد. وحسب مصادر “الخبر”، فإن اللقاء كان مبرمجا منذ فترة، لكنه تأجل بسبب انشغال الأرسيدي بتحضير ندوته الوطنية حول مشروع “الدستور الدائم” الذي عرضه للنقاش، وهي الندوة التي حضرها مقري، رغم الموعد الذي كان ينتظره في ولاية معسكر مساء نفس اليوم. ولم يتأخر الرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم فور انتخابه في هذا المنصب عن الإعلان عن رغبته في لقاء كل التشكيلات السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية. وبدأ هذه اللقاءات مع الأحزاب الإسلامية التي جمعها بمناسبة ذكرى وفاة الزعيم الروحي لحمس، محفوظ نحناح. ويعتبر كل من الأرسيدي وحمس أكثر الأحزاب مبادرة في الساحة السياسية الوطنية هذه الأيام، بحثا عن أرضية توافق لتحضير مرحلة ما بعد 2014، إضافة إلى الأحزاب الجديدة التي ولدت مباشرة في السلطة، مثل تاج التي يقودها الوزير عمر غول والحركة الشعبية التي يقودها الوزير عمارة بن يونس. وإذا كان حزبا غول وبن يونس يسعيان لدعم العهدة الرابعة أو مساندة مرشح من السلطة سواء كان الوزير الأول عبد المالك سلال أو غيره، فإن الأرسيدي وحمس يبحثان عن أرضية تسمح للمعارضة بخوض الرئاسيات القادمة برئيس يجسد دستورا جديدا ومرحلة سياسية جديدة. وبين المبادرتين، يبقى الأفالان والأرندي يسيران صراعاتهما الداخلية، والأفافاس ينتظر اتضاح الرؤية حول ما إن تكون الرئاسيات القادمة مفتوحة أم مغلقة... في حين اقتنع جاب الله منذ فترة باستحالة التغيير في الجزائر. وكان مقري ومحسن بلعباس قد ناقشا، أمس، كل الملفات المطروحة في الساحة السياسية، منها مشروع تعديل الدستور الذي تقدم به الأرسيدي وكذا مسألة غياب الرئيس ومدى ضرورة تطبيق المادة 88 من الدستور ورئاسيات 2014، إضافة إلى الأوضاع الأمنية لدى الجوار وتطورات الثورة المصرية والتونسية وكل المنطقة العربية. وسبق لمقري أن دعا لمرشح توافق تدخل به المعارضة معترك الرئاسيات في مواجهة مرشح السلطة. بينما يدعو الأرسيدي إلى دستور توافقي لفتح مرحلة سياسية جديدة قبل الحديث عن الرئاسيات.