خرج بعد ظهر أمس عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للتظاهر في عدد من الميادين بالقاهرة، مطالبين بعودته إلى الحكم، فيما دعت التيارات السياسية المختلفة في مصر لتظاهرات أمس على غرار حركة تمرد وهيئات أخرى في السويس. توجهت مسيرات حشود الإخوان المؤيدة لمرسي من أمام مساجد القاهرة إلى ميادين عدة بالمدينة في مظاهرات تطالب بعودة الرئيس المعزول إلى الحُكم ورفضا لما يعتبرونه إنقلابا على شرعية الرئيس المنتخب، وجاءت مظاهرات أمس تلبية لدعوة معارضي مرسي إلى الاعتصام في مختلف أنحاء مصر تحت شعار ”مليونية النصر والعبور” والتي تتزامن والذكرى الأربعين لحرب 10 أكتوبر، وتأكيداً على ثبات موقف الإخوان من مسألة عزل مرسي وتنديدا بقرار العسكر الذي يعتبرون أنه انقلب على الشرعية وداس خيارات الشعب الذي احتكم إلى الصناديق، لذلك يتمسك أنصار مرسي بمسيراتهم واعتصامهم المفتوح الذي دخلوه منذ 28 جوان الماضي تأييداً لمرسي ودعما لشرعيته كرئيس لمصر. ووسط التحذيرات المتكررة للقوات الأمنية من مخاطر انزلاق المظاهرات عن مسارها السلمي خاصة بعد المواجهات الأخيرة بين معتصمي جماعة الإخوان وعناصر الشرطة والتي خلفت 7 قتلى ومئات الجرحى، عمد الجيش إلى تعزيز تواجده بمناطق التظاهر وعلى المداخل الرئيسة للقاهرة وتحديدا أمام مقار المؤسسات الحساسة على غرار مقر الحكومة، البرلمان، الحرس الجمهوري وكذا المنشآت العسكرية القصور الرئاسية، وعدد من الوزارات الحيوية ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزي، تفاديا لوقوع اشتباكات بين المتظاهرين المعارضين لنظام مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، حيث جددت القوات المسلحة المصرية أمس تأكيدها على لسان الناطق باسمها العقيد أركان حرب أحمد محمد علي على حق التظاهر السلمي وكفالته للجميع بالقانون، محذرة من خيار العنف والخروج عن السلمية في التظاهرات. غير أن المشهد المصري يبدو متناقضا فمن جهة نجحت الحكومة في بناء نفسها لتسيير المرحلة الانتقالية ووضعت أولى خطواتها في مرحلة ما بعد مرسي فيما تخيم موجة المظاهرات المؤيدة للرئيس المخلوع على شوارع البلاد يوميا رافضة كل الخطوات التي مرت بها مصر بعد ال30 من جوان المنصرم، بما فيها تشكيلة الحكومة الانتقالية، ودعوات المصالحة التي قدمها رئيس البلاد المؤقت ورافضين لمضمون خطاب عدلي منصور الذي دعا أمس الأول كافة القوى السياسية دون إقصاء إلى الحوار مشددا على ضرورة تجنيب البلاد مآسي جديدة، وطالب منصور في أول خطاب له منذ توليه الرئاسة في الرابع من جويلية بالعمل على دحر الفوضى والسعي من أجل استقرار مصر.