قتيل وعشرات الجرحى في بور سعيد بدت ملامح نهار الشارع المصري أهدأ بعد ليل مضطرب تخللته اشتباكات محدودة في أماكن متفرقة من القاهرة وباقي المحافظات أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة العشرات في مواجهات بين مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي ومفوّضي الفريق السيسي في بور سعيد، في انتظار ردّ فعل الإخوان إذا ما نفذت الداخلية تهديداتها وحاولت فض اعتصام الإخوان من الميادين. خفّت حدة المواجهات بين أنصار مرسي ومعارضيه بعد يومين داميين اختلفت فيه الأطروحات وتضاربت الأرقام بشأن الضحايا من الجانبين وعاشت بعض المناطق المصرية حالة من الفوضى حيث اندلعت ليلة السبت إلى الأحد اشتباكات عنيفة صاحبها إطلاق أعيرة نارية وخرطوش بين عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والأهالي في مناطق متفرقة بحي حلوان جنوبالقاهرة، كما أصيب 15 شخصا بجروح إثر طلقات رصاص حي وخرطوش بمحافظة بورسعيد بالدلتا إثر اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه، وفي المنوفية بالدلتا نشب حريق مهول في مقر الإخوان بمدينة السادات إثر خروج الأهالي في مسيرة ردا على مسيرة لأنصار مرسي انطلقت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش المصري والفريق عبد الفتاح السيسي، وبعد إعلان الداخلية المصرية أمس الأول عن إخلاء قريب للشوارع المصرية من الإخوان جدّد أمس وزيرها محمد إبراهيم في كلمته بأكاديمية الشرطة تولي قوات الأمن حفظ النظام، مؤكدا تصدي الشرطة بكل قوة وحسم لأي محاولة إخلال بالأمن. بالموازاة مع ما تعيشه مصر من تصاعد لوتيرة الأحداث السياسية والتظاهرات الاحتجاجية تواصل قوات الجيش حملة تمشيطها في أراضي سيناء حيث أسفرت عمليات التعقب والملاحقة في محافظة شمال سيناء عن مقتل 10 مسلحين بسيناء وإلقاء القبض على 20 آخرين خلال اليومين الماضيين بحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى، ونقلت ”بوابة الأهرام” أمس أن قوات الجيش ألقت القبض على 3 إرهابيين من الأسماء المعروفة لدى الأجهزة الأمنية، وبدأت القوات المسلحة والشرطة المدنية عمليات أمنية في شمال سيناء تحت مسمى ”عاصفة الصحراء” بمشاركة تشكيلات من الجيشين الميدانيين الثاني والثالث، في إطار خطة لمواجهة الإرهاب والعنف، ومحاصرة عناصر الإرهاب ومراكزه في صحراء سيناء الجبلية خاصة في الشمال والوسط، بمشاركة وحدات من القوات الجوية والبحرية للسيطرة على المياه الإقليمية بين قطاع غزة ورفح والعريش والشيخ زويد، بالإضافة إلى وحدات من قوات الصاعقة والمظلات. على صعيد الرأي العام الدولي استهجنت ألمانيا الأوضاع التي آلت إليها أحوال مصر وأبدى وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل قلقه إزاء الوضع الأمني وأعمال العنف المتزايدة في البلاد، فيما أعلنت السفارة الأمريكيةبالقاهرة إغلاق أبوابها أمس مع وقف تنفيذ الخدمات القنصلية العادية بعد أحداث عنف راح ضحيتها أكثر من 850 قتيل وجريح في غضون يومين.