قلالة: "السياسيون خجلوا من الحديث عن خلافة بوتفليقة وهو مريض" الأفالان: "في شهر أوت سيتبين الخيط الأبيض من الأسود" العدالة والتنمية: ”الغموض حول مرشح السلطة قتل روح المبادرة” تعيش الساحة السياسية الوطنية قبل نحو 5 أشهر عن استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الناخبة لرئاسيات 2014، حالة من الجمود عند غالبية السياسيين، الذين يتجنبون الإعلان عن ترشحهم لسبب أو لآخر، في وقت أخذ الإسلاميون الذين يبحثون عن تحالفات مع العلمانيين روح المبادرة، وبدأوا مشاورات سياسية منذ وقت طويل يرتقب الإعلان عن نتائجها خلال الأيام القليلة القادمة. مازال ملف التحضيرات للرئاسيات القادمة مركونا على الرف رغم اقتراب الموعد الانتخابي، حيث من المنتظر أن يستدعي الرئيس بوتفليقة الهيئة الناخبة بمرسوم رئاسي، 3 أشهر قبل الاستحقاقات القادمة، أي شهر جانفي القادم، ما يثير التساؤل حول سر الجمود السياسي الذي تعرفه الساحة، في وقت كان من المفترض أن تعرف فيه حركية كبيرة، خاصة في صفوف المعارضة، بالنظر إلى الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي يستبعد معها المتتبعين ترشحه لعهدة رابعة. والأكيد أن السلطة نجحت في إدراة ملف مرض الرئيس مع تجاوز الأصوات التي كانت تنادي بتفعيل المادة 88 من الدستور أو الدعوة لتنظيم انتخابات مسبقة، حينما كان الرئيس يعالج خارج الوطن، وتحاول بعد عودته ربح مزيد من الوقت مع إبقاء الأمور على حالها لحين اختيار مرشح إجماع ستعلن عنه مستقبلا، مستفيدة من الحركية الكبيرة للوزير الأول عبد المالك سلال، وخرجاته الميدانية لمختلف الولايات حتى في عز الصيف وفي الشهر الكريم. وللوقوف عند أسباب عزوف كثير من السياسيين الإعلان رسميا عن دخول سباق الرئاسيات القادمة، سألت ”الفجر” بعض الأحزاب السياسية ومتتبعي الشأن السياسي. الأفالان: الجمود حالة طبيعية.. والساحة السياسية ستعرف دينامكية غير مسبوقة شهر أوت قال عضو اللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح ل”الفجر” أمس، أن حالة الجمود التي تعرفها الساحة السياسية لا ترتبط بمرض الرئيس بوتفليقة فقط أو المشاكل التي يتخبط فيها حزبا السلطة، بقدر ما يرتبط بأجندة السلطة، مضيفا أن النظام حاليا فصل في مرشحه القادم للرئاسيات، وسيتم تقديمه للرأي العام قريبا جدا، مؤكدا أن الخيط الأبيض من الأسود سيتبن شهر أوت الجاري، حيث ستعرف الساحة السياسية دينامكية كبيرة وغير مسبوقة، ينسى معها الجزائريون هذا الجمود. وفي تعليقه على عزوف اكبر أحزاب المعارضة عن إعلان ترشحها للرئاسيات، أكد محدثنا أن الأخيرة تدرك جيدا سير اللعبة الانتخابية في الجزائر، ولا تريد أن تستعجل قبل إعلان السلطة عن مرشحها، مشددا على أنها في الأول والأخير تدرك أنها مجرد أرانب وأن وظيفتها محددة. العدالة والتنمية: الغموض حول مرشح السلطة وخصوصية الشهر الكريم قتلا الوضع السياسي أكد عضو المكتب الوطني بحزب العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، في تصريح ل”الفجر”، أمس، أن الانتخابات في الجزائر غير طبيعية وتقوم أساسا على مرشح يختاره النظام، بعدها تلتف حوله باقي الأحزاب، على أن يتم اختيار بعض المرشحين ليكونوا أرانب ليكتمل ديكور مسرحية ”الانتخابات الديمقراطية”، مشددا على أن سيادة القرار التي تتمتع بها أحزاب التيار الإسلامي، جعلتها بعيدا عن الجمود. وربط النائب لخضر بن خلاف، الجمود الذي تعرفه الساحة السياسية بعاملين أساسيين، أولهما يتعلق بخصوصية الشهر الفضيل الذي تقل فيه الأنشطة السياسية، حتى وإن استغلت بعض الأحزاب الشهر في تنظيم إفطار جماعي يلتقي خلاله القياديون بالمناضلين، لتكوينهم سياسيا، ويخص العامل الثاني حسب ذات المتحدث، الشلل الذي أصاب البلاد بعد مرض الرئيس، ”لأن بوتفليقة حقيقة في الجزائر، لكن ليس موجود في مؤسسات الدولة ولا يزاول مهامه”، مشددا على أنه ليس الرئيس فقط على كرسي متحرك بل كل الجزائر على كرسي متحرك. وأرجع المتحدث العزوف عن إعلان الترشح بالنسبة للبعض، للغموض الذي يكتنف ملف التحضير للرئاسيات، ”لأن السلطة لم تفصل بعد في مرشحها على الأقل ظاهريا”، وهذا ما قتل روح المبادرة لدى المعارضة، ”أي أن الحركية مبنية على المعطيات التي ستفرج عنها السلطة لاحقا”. سليم قلالة: ”السياسيون خجلون من الحديث جهرا عن خلافة بوتفليقة” ذكر المحلل السياسي، الدكتور سليم قلالة، أن السبب الرئيس لحالة الترقب التي تعيشها الساحة السياسية في البلاد مردها مرض الرئيس بوتفليقة، ”لأن التقاليد الجزائرية لا تتسامح مع من يستغل المرض لتحقيق مآرب شخصية حتى وإن كانت سياسية. وقال في تصريح ل”الفجر” أمس، إن الطبقة السياسية في الجزائر لا تريد طرح مشاغلها السياسية والحديث عن خلافة الرئيس بوتفليقة، لأسباب إنسانية وأخلاقية بحتة. وتابع قلالة بأن المشاكل التي يتخبط فيها حزبا السلطة ساهمت بدورها في حالة الركود التي تعرفها الساحة السياسية، كما هو الحال مع حزب جبهة التحرير الوطني الذي ما يزال لم ينتخب لحد الساعة أمينه العام، بعد سحب الثقة من عبد العزيز بلخادم، كما أن الأحزاب ”الصغيرة” لا تملك حظوظا ولا إمكانيات لدخول معترك الرئاسيات، ”لأن هذا الموعد ليس كغيره من المواعيد الانتخابية الأخرى”.