أكد الدكتور والمحلل السياسي، عبد الوهاب بن خليف أنه من غير المعقول اللجوء إلى تغييب حزب جبهة التحرير الوطني بطريقة مفاجئة في الوقت الراهن، لأنه حزب له تاريخ وامتداد شعبي، وبالتالي لا يمكن إقصاؤه، مشيرا في هذا السياق، إلى أن ما يحدث في الأفلان يعكس حالة اللااستقرار التي تعيشها الساحة السياسية، في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي للانتخابات الرئاسية. أوضح الدكتور بن خليف، في تصريح ل »صوت الأحرار«، أن ما يحدث في الأفلان من خلافات يعد بمثابة سابقة في تاريخ الحزب العتيد، إضافة إلى عدم التوصل إلى إيجاد خليفة لبلخادم سابقة خطيرة وتعكس حالة اللااستقرار في الساحة السياسية، كما أكد أن ما يحدث في الأفلان لديه علاقة مباشرة بالاستحقاقات الرئاسية المقررة السنة المقبلة، خاصة وأن اختيار أو انتخاب الأمين العام للأفلان سيحدد من سيكون مرشح الأفلان للرئاسيات في حال عدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.واستطرد المتحدث، قائلا، إن ما يحدث مرتبط بغموض الساحة السياسية، حيث نجد أن هناك من الارتباك على مستوى قيادات الأحزاب السياسية، خاصة الأحزاب الكبيرة على غرار الأفلان وحزب التجمع الوطني الديمقراطي وغيرها من التشكيلات السياسية، وهي نتيجة لوجود صراع وعدم توافق على أعلى هرم في السلطة حول مستقبل الساحة السياسية بالجزائر.ويرى الدكتور بن خليف، أن التغيير لا يكون بتغييب الأفلان على الساحة السياسية لأنه حزب له تاريخ وجذور شعبية وامتدادات داخل المجتمع، وبالتالي لا يمكن إقصاؤه بين عشية وضحاها أو حتى تحويله إلى جمعية كما يطالب البعض من رؤساء الأحزاب السياسية، لأنه في هذا الحالة يعتبر القرار إقصاء مباشرا لهذا الحزب، فيما أشار إلى إمكانية اللجوء إلى تغيير تسمية الأفلان بعد الوصول إلى توافق. وبالنسبة للأستاذ بن خليف، فإن الغموض الذي تعرفه الساحة السياسية مرده إلى عدم فصل الرئيس بوتفليقة في الترشح من عدمه للرئاسيات المقبلة، وسط الحديث عن تمديد لعهدة الرئيس إلى سنتين وغيرها من المقاربات السياسية التي تزيد الوضع غموضا، وعليه فإن الإصلاح السياسي يجب أن يمر عبر تعديل الدستور في أقرب الآجال تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقررة في ,2014 وفصل الرئيس في قضية الترشح حتى يتسنى للطبقة السياسية أن تحضر مرشحيها لهذه الاستحقاقات، خاصة وان عدم الحسم في ترشح الرئيس خلف نوعا من الجمود في الحياة السياسية.وعن مستقبل حزب جبهة التحرير الوطني وسط الخلافات الداخلية والهجمات الخارجية، قال بن خليف، إذا كان أبناء الأفلان أو مناضليه بحد ذاتهم لم يصلوا إلى أرضية توافقية تسمح بإيجاد خليفة لعبد العزيز بلخادم، فإن مستقبل الحزب سيكون غامضا.