سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"رهاننا كان ولازال هو أن نجعل مهرجان الموسيقى السيمفونية في الجزائر مهرجانا عالميا" بعد أن استقبل المهرجان أكثر من 1000 شخص في كل ليلة عبد القادر بوعزارة ل"الفجر"
اعتبر محافظ مهرجان الأغنية السيمفونية، المايسترو عبد القادر بوعزارة، أنّ الطبعة الخامسة من هذا الحدث الثقافي الهام الذي احتضنت فعالياته الجزائر على مدار أسبوع كامل كان ولازال قبلة للموسيقيين العالميين، وهو ما أظهرته مشاركات هذه الدورة والذي سيدفعنا أكثر من ذي قبل لنراهن على نجعله مهرجانا عالميا في الطبعات المقبلة منه، وجدد المتحدث تأكيده على أن الدعم الذي حي به المهرجان سواء المادي أو المعنوي من قبل وزيرة الثقافة، خليدة تومي، هو الذي يجعل من نجاح التظاهرة مضاعفا. وتحدث بوعزارة، على هامش حفل اختتام التظاهرة، في تصريح ل”الفجر”، عن حوصلته وملاحظاته حول الطبعة الخامسة من الحدث الذي عرف، هذه السنة، نجاحا وإقبالا جماهيريا هاما حيث أكد أنه عمل رفقة القائمين على تنظيم التظاهرة على تجديد روح المهرجان، بالعمل على خطوات تمثلت أولا في الرهان على الجمهور، باستضافة لياليه على غير العادة ببهو قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، لأكبر عدد من الجماهير الذين فاق عددهم في بعض السهرات ال 1400 شخص، فيما كانت السهرات الأخرى تشهد إقبالا كبيرا من قبل الجمهور الجزائري الذي تصالح مع هذا النوع من الموسيقى التي لازالت في عدد من الدول تعرف بموسيقى النخبة، حيث تجاوز عدد الحضور ال 1000 شخص في كل سهرة، وهو ما زاد من رونق التظاهرة التي راهنت في هذه الطبعة على الخروج من بهو قاعات العرض التي عادة تحتضن الحدث إلى الجمهور لتصنع فسيفساء ورونقا لم تشهده أكبر التظاهرات الثقافية في الجزائر، حسب ما صرح به الحضور الذين أكدوا التميز الذي وصل إليه جوق الأوركسترا السيمفونية الجزائرية في السنتين الأخيرتين، ما جعلها اليوم قادرة على مجاراة أكبر الأجواق السيمفونية العالمية. على صعيد آخر، نوه مدير الأوركسترا ومحافظ المهرجان، والذي يعد عازفا أيضا في ذات الجوق، بأنهم حين قرروا تنظيم الفعاليات في خيمة لم يكن يتوقع أن تشهد سهرات التظاهرة الحضور الكبير من قبل الجماهير، التي عودتنا أن تحضر ولكن ليس بهذا القدر الذي يدل على أن المجهودات التي بذلناها منذ الطبعة الأولى وصولا إلى طبعة هذا العام لم تذهب هباء، خاصة أننا حاولنا أن نستضيف نجوم هذا النوع من الموسيقى العالميين وبعض الموسيقيين الذين تعلق الجمهور الجزائري بهم. وأشاد بوعزارة بالتجاوب الكبير الذي أظهره الجمهور الجزائري ولذي ظل وفيا ومتابعا للحدث مما يدل على اهتمامه الشديد بالثقافة والتراث العالمي الراقي، ولم يغفل الثناء على مجهودات الإعلام الذي كان حاضرا بقوة في تغطية سهرات فن السيمفونية. وعن تحقيق الهدف المرجو من إقامة هذه الفعالية، قال بوعزارة أن الهدف الأساسي كان التعريف بالموسيقى الجزائرية وتقريبها من المستمع العالمي وجعل الأوركسترا الوطنية تحتك بنظيراتها من الأوركسترات العريقة صاحبة الخبرة في هذا المجال، فالموسيقى على حد رأيه هي اللغة الوحيدة التي تجمع بين الثقافات والشعوب بغض النظر عن اختلافاتها وتباينها. وعن المشاريع التي ستعمل عليها محافظة المهرجان في الطبعة القادمة، أكد محافظ المهرجان أنه سيعمل رفقة القائمين على تحضير هذا الحدث بداية من اليوم الذي يلي حفل الاختتام، وذلك بتقييم تجربة هذه الطبعة والتوصل إلى كشف النواحي الإيجابية والسلبية التي سجلت على حد السواء، ثم العمل بجد على ترقية المهرجان في الطبعة القادمة بالبحث عن أفكار مبدعة وخلاقة وجديدة، والسعي إلى توسيع دائرة المشاركين في الحدث، مما يجعلنا نحقق الهدف الأكبر الذي نسعى إليه جميعا منذ الطبعة الأولى، وهو ترقية الفعالية لتكون ذات مستوى عالمي بأتم معنى الكلمة. هذا وقد كانت نهاية الأسبوع الفارط المحطة الأخيرة لفعاليات الطبعة الخامسة لهذا المهرجان، حيث أسدل الستار على هذه الدورة في جو من الحماس والابتهاج أمام جمهور رائع غمرته رغبة قوية في الاستمتاع بكل وقت من هذا الحفل الأخير الذي كرس الود والأخوة بين الشعوب، وأشرف المايسترو الأوكراني العالمي فولوديمير شيكو على الأوركسترا متعددة الجنسيات والمتكونة من حوالي مئة عازف على مختلف الآلات الموسيقية وفرقة موسيقية تضم تقريبا 90 صوتا، من بينهم العديد من الجزائريين، ودلت أولى إيقاعات الأوركسترا بمحتوى السهرة حيث كان يخيم صمتا مطلقا وعلامات التأثر بالأداء الجميل بادية على وجوه الحضور. كما استمتع الجمهور بباقة من الوصلات الملحنة من قبل أسماء معروفة في الموسيقى السيمفونية حيث امتزجت حماسة الكلمات بعذوبة الإيقاع لتحقق انشراح الحواس، بين جوزيفي فاردي وجورج بيزت وبيوتر ايليتش تشايكوفسكي وفرانتيسكو سيليا وبييترو ماسكاغني وجياكومو بوتشيني وأميلكاري بوتسييلي وميخائيل غلينكا الذين سافروا بالجمهور العريض إلى عمق الموسيقى الكلاسيكية العالمية.