كشفت مصادر أمنية محلية موثوقة ل”الفجر” أن مصالح الأمن بأم البواقي قد شرعت،مؤخرا في إجراء تحقيقات مكثفة على مستوى شركة أشغال الطرق ”سوتروب” وذلك على إثر الاشتباه في حدوث تجاوزات وخروقات وتبديد للمال العام ووقوع فساد مالي وإداري بمختلف مصالح شركة سوتروب أم البواقي. إقدام المصالح الأمنية المعنية على القيام بهذه التحقيقات والتحريات جاء في أعقاب ورود رسائل مجهولة تشير إلى حصول ممارسات مشبوهة وتجاوزات خطيرة وقعت بالشركة المذكورة آنفًا، وبإيعاز من وكيل الجمهورية لدى محكمة أم البواقي الابتدائية، تم فتح تحقيق أمني معمق لكشف هذه التلاعبات والخروقات غير القانونية والممارسات المشبوهة، وحسب ذات المصادر فإنه قد تم استدعاء المسؤول الأول عن الشركة ومدير الإدارة العامة وعد من الموظفين للاستماع إلى أقوالهم فيما يخص هذه القضية. وتتعلق هذه القضية بمصلحة الخدمات الاجتماعية على مستوى شركة سوتروب، و أشارت ذات المصادر إلى اختلاس أموال عمومية بواسطة صكوك بنكية، عن طريق استغلال قائمة لعمال بالشركة حملت أسماءهم وتوقيعاتهم الشخصية، فضلاً على مخالفات متعددة تم ارتكابها في اقتناء وجلب الألبسة الخاصة بأعوان الأمن والحراسة، والمواد المكتبية الخاصة بمختلف مصالح الشركة. كما تم الإشارة-حسب الرسائل المجهولة محل التحقيق- إلى تصليح جرافة بحوالي 30 مليون سنتيم، لم تعمل لأكثر من شهر، بقطع غيار غير أصلية، وتصليح سيارة من طراز”بارتنار” عند احد الخواص بقيمة مالية غير معقولة إطلاقًا على الرغم من وجود ورشة بالشركة لصيانة العتاد. إلى جانب تسجيل تأخر غير مبرر في انجاز احد المشاريع ببلدية عين مليلة، بسبب استغلال شاحنات الشركة لفائدة خواص في أغراض شخصية، جلب علبة سرعة قديمة عوض جديدة لشاحنة ذات مقطورة، اقتناء مضخة زفت من احد الخواص بقيمة 13 مليون سنتيم، تبين أنها معطلة ولا تعمل. التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن شملت كذلك انجاز مشروع بالقطب الجامعي بعين البيضاء من قبل احد الخواص، بعد استغلاله لحصى تابع لإحدى الشركات لمدة شهر بطريقة مشبوهة، بالإضافة إلى الاستيلاء على معظم العتاد الذي جلب من شركة ”سوتيوب” التي تم حلها، اختفاء عدد من قطع الغيار الخاص بالشاحنات والآليات والسيارات من حظيرة الشركة. كما تم الاشتباه في حدوث سوء تسيير مالي من طرف المسؤولين عن شركة سوتروب أم البواقي بسبب مخالفتهم لقانون الصفقات، ووضع دفتر شروط يخدم الموردين لا المؤسسة، في اقتناء عتاد جديد في إطار الدعم المقدم من قبل الدولة للمؤسسات الاقتصادية.هذا ولا تزال تحقيقات مصالح الأمن متواصلة لكشف الكثير من الأمور بهذه الشركة. من جهتها، ”الفجر” اتصلت بمدير شركة سوتروب أم البواقي لاستفساره عن القضية وقد رفض ”جملة وتفصيلا جميع الاتهامات الموجهة” إليه وإلى بعض المسيريين وموظفي الشركة وقال أن ”أطرافا معروفة تعمل على زعزعة استقرار هذه الشركة الرائدة في قطاع الأشغال العمومية وتريد زرع الفوضى والبلبلة بغية تصفية حسابات شخصية ضيقة وأنه مستعد للمثول أمام العدالة للإدلاء بإفاداته مثلما فعل مع مصالح الأمن وأنه ليس هناك ما يُخيفه ويَخفيه ويدينه”.