أشار المخرج السوري باسل الخطيب إلى أنّه من الصعب جدا التكهن بمستقبل سوريا في ظل الوضع المعقد والظروف الراهنة على جميع الاصعدة، باعتبار أنّ الحرب الدامية التي تجري على أرض الواقع غير واضحة النهاية، كما كانت نهاية الفيلم مفتوحة، آملا في الوقت ذاته أن لا تتحول سوريا إلى عراق آخر وليبيا أخرى. قال المخرج السوري باسل الخطيب، أوّل أمس، عقب عرض فيلمه الموسوم ب”مريم” ضمن فعاليات مسابقة الأفلام الطويلة من فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي السابع، إنّ ما تعيشه سوريا اليوم من أحداث دامية وقتل ودمار وخراب مسّ جميع نواحي الحياة صعب التكهن والتنبؤ بنهايته وبالتالي التنبؤ بمستقبل سوريا، باعتبار أنّ الوضع الحالي أكثر تعقيدا وصعوبة، وما حملته نهاية الفيلم المفتوحة لدليل على ذلك وتعكس الواقع السوري الحالي، غير أنّه بدا متفائلا، وعبرّ عن ذلك ”أنا متفائل بأنّ ما يحدث سينتهي وإنّما يستغرق هذا الموضوع وقتا أطول ولا ينتهي بسرعة” على حدّ تعبيره. ويأمل المخرج باسل الخطيب أن لا تتحول سوريا الى عراق آخر أو ليبيا أخرى، بالنظر الى الدمار والتشتت الذي لا يزال يلازمهما حتى اليوم جراء دخول الاحتلال الأجنبي إلى أراضيها، فسوريا بلد جميل ولا يستحق كل هذا الدمار والخراب الذي حلّ بها، داعيا في الصدد ذاته السوريين إلى أن يكونوا أقوياء لمواجهة التحديات القادمة. وعن ظروف العمل، لاسيما أنّ الفيلم تم في عزّ الأزمة، أوضخ باسل الخطيب أنّ مرحلة التصوير كانت في غاية الصعوبة..”حيث كنا لا ندري إن خرجنا سنعود أحياء أم لا”، دون أن يخف التحدي الكبير الذي حمله الفنانون والتقنيون على عاتقهم بالنظر إلى أنّ العمل يتحدث عن تاريخ معاناة سوريا من بداية الاحتلال إلى غاية ما يحدث اليوم عبر ثلاث مراحل مختلفة، كلّ مرحلة لها خصوصيتها، منها حرب 67 التي انعكست بشكل سلبي على المواطن العربي وأحدثت نكسة عميقة في وجدان الشارع العربي، إضافة إلى الحرب الدائرة في سوريا اليوم، والتي كان لها تأثيرها السلبي والعميق على حياة السوريين. منوها في السياق ذاته أنّ ”مريم” فيلم يحمل عديد المقاربات والإسقاطات على الوضع الراهن، وبالتالي - حسبه - فإنّ أي عمل سينمائي إذا كان خاليا من مقاربات معينة على واقع ما فإنّ في الأمر مشكلة، ولذلك جاء العمل بكثير من الدلالات والرموز الحيّة التي تعكس وتعبر عما تعيشه سوريا وأنّ يوجد الكثير مما يجب الحديث عنه في هذا الأفق، والتي قال عنها أنّها منسجمة ومترابطة مع أحداث وأطوار ومشاهد القصة. في سياق ذي صلة، يعالج فيلم ”مريم” بمشاركة أسعد فضة، جهاد سعد، عابد فهد ودور البطولة ل ديما قندلفت، صباح الجزائري وميسون أبو أسعد، قصة ثلاث فتيات تحمل كل واحدة منهن اسم مريم تنتميان إلى فترات مختلفة من الزمن من 1816 إلى 2012، وتعيش كل واحدة ظروفا صعبة تحت وقع القصف وصوت الرصاص، تخالهن كامرأة واحدة بين يدي القدر وهن يتمتعن بالحرية في طرح مكنونات الذات بكامل دفقها الإنساني، لتبرز أطوار العمل معاناة المرأة التي ظلت شامخة في وجه الألم الذي يبزغ منه الأمل.