صرّح، أول أمس، باسل الخطيب، مخرج الفيلم السوري "مريم"، الذي عُرض الخميس، بقاعة سينما المغرب بوهران، أنّه عايش رفقة أسرة الفيلم، لحظات عصيبة أثناء تصوير مشاهده، بمناطق متفرقة من سوريا، بسبب تردي الوضع الأمني، "حتى أنّنا كنّا نذهب إلى التصوير، ولم نكن نعلم إذا كنا سنعود أحياء إلى أهلنا أو موتى"، موجها في الوقت ذاته "تحية إلى الجيش النظامي السوري"، الذي كان حاضرا في مشاهد عديدة من الفيلم. لم يتردّد المخرج باسل الخطيب، في إعلان موقفه من الوضع السياسي والأمني المتردي في بلاده، حيث ذكر، أول أمس، عقب انتهاء عرض فيلمه "مريم" بقاعة سينما المغرب بوهران، في إطار فعاليات مهرجان الفيلم العربي، أن مآل الأزمة في سوريا غامض، جسّدته النهاية المفتوحة لفيلمه "مريم"، الذي قال رفقة الممثلين الذي شاركوا فيه، على غرار، أسعد فضة، صباح الجزائري، ديما قندلفت، بأنه إنساني ولا يمارس "البروباغندا لصالح أيّ أحد من طرفي النزاع في سوريا"، إلا أن باسل الخطيب الذي راح يتحدث عن الصعوبات التي واجهته أثناء تصوير مشاهد الفيلم، واللحظات العصيبة، التي عايشها رفقة الفنانين، الذين كان يتربص الموت بهم في كل لحظة، وجّه في المقابل "تحية إلى الجيش النظامي السوري"، وهو التصرّف الذي جعل أحد أفراد الجالية السورية المقيم بعاصمة غرب البلاد، يحمل علم بلاده ويضعه على كتفي المخرج، الذي عرف كيف يستظهر القيم الإنسانية في زمن الحروب، موقظا في الوقت ذاته مشاعر الحضور بقاعة سينما المغرب، الذين تابعوا باهتمام فصول فيلمه "مريم"، حتى أن كثيرا منهم ذرف الدموع وهم يشاهدون مآسي الحروب، التي حولت كثيرين إلى وحوش آدمية تجرّدت من إنسانيتها . فيلم "مريم" الذي أنتج في 2012، روى، فصولا درامية عاشتها 3 نساء يحملن الإسم ذاته أي "مريم"، خلال مائة عام من تاريخ سوريا، حيث يبرز دور الجندي السوري "عبد الله"، الذي تقمص شخصيته الممثل عابد فهد، إذ يحاول إنقاذ "مريم"، التي جسدتها سلاف فواخرجي، هذه الأخيرة تموت متأثرة بقصف الجيش الصهيوني للمكان الذي كانت تختبئ فيه رفقة ابنتها زينة، التي كتبت لها الحياة، لتعيش فيما بعد واقعا مريرا لا يقل عن سابقه، عندما تجد نفسها تحيا في دمشق على وقع دوي المدافع والرشاشات في الحرب الدائرة رحاها الآن بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة.