- كنت رفقة طاقم فيلم "مريم" نذهب لمواقع التصوير ولا نعلم إن كنا سنعود أحياء قال المخرج السوري الفلسطيني الأصل باسل الخطيب، إنه يتمنى ألا يتكرر "سيناريو" العراق وليبيا في سوريا التي تمر بأزمة وصفها ب"الصعبة". وردا على أسئلة الصحافيين عقب مشاهدة فيلمه "مريم" بقاعة "سينما المغرب" في وهران، والذي يشارك به ضمن قائمة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان وهران للفيلم العربي؛ أوضح الخطيب أن فيلمه صورة للحرب والسلام في سوريا، ورسالة لضرورة التلاحم الوطني والإنساني في سبيل الخروج من الأزمة التي لا يمكن التنبؤ بنهايتها أو احتمالات مستقبلها بالنظر إلى الوضع الصعب الذي تمر به البلاد. ثم عاد ليتحدث عن ظروف تصوير هذا العمل قائلا "كنت مع طاقم الفيلم نتوجه إلى مواقع التصوير ونجهل إذا كنا سنعود أحياء أم أمواتا.. كان تحد منا.. لم نواجه أي صعوبات عدا هذا الشعور الذي لازمنا طيلة تصوير الفيلم، وأعتقد أن العناية الإلهية كانت تنظر إلينا وأتممنا الفيلم بسلام ودون خسائر". وأكد الخطيب أن فيلمه الذي استغرق عرضه 108 دقائق، يعد رسالة لنبذ الحرب لتحقيق السلام. وعن الرمزية التي كانت واضحة جدا أثناء مشاهدة العرض، أكد المخرج أنه تعمد استعمالها وتوظيفها لما لها من دلالات، مضيفا "أفضل استخدام الرمزية كثيرا في أعمالي لما لها من دلالات، وأعتقد أن أي عمل فني إذا لم يقارب بشكل أو بآخر المأساة السورية؛ سيبقى بعيدا ومن دون هدف.. أنا متفائل بمستقبل البلاد ولكن المسألة ستتطلب وقتا.. سوريا بلد جميل ولا تستحق كل هذا الدمار والخراب". وصفق جمهور قاعة "سينما المغرب" مطولا عقب عرض فيلم "مريم" الذي شارك في بطولته الفنانون سلاف فواخرجي وعابد فهد وأسعد فضة وديما قندلفت وسعاد الجزائري ووضحة الدبس وآخرون. وتدور أحداثه في ثلاث مراحل متعاقبة من تاريخ سوريا المعاصر بداية بالعام 1918، وتقسيم الشام، ثم مرحلة 1967 التي وصفها الخطيب بالغامضة، وما كان لها من انعكاسات سلبية على ضمير ووجدان المواطن السوري، وأخيرا مرحلة الحرب الدائرة حاليا. وعبر "كاميرا" المخرج؛ كان المشاهد يتنقل بين أحداث تلك الفترات المتفاوتة التي كان للمرأة دور كبير فيها بالنظر إلى الحيز الهام الذي منحها إياها المخرج في فيلمه من خلال شخصية "مريم" التي تحضر في كل فترة زمنية بشخصية مختلفة ليترك الخطيب في الأخير النهاية مفتوحة واختار أن يكون آخر مشهد لجنديين من الجيش السوري يساعدان على دفع سيارة وإخراجها من الوحل الذي تسبب فيه السقوط الغزير للمطر. وعن زيارته إلى الجزائر؛ قال الخطيب إنها الثانية بعد 25 سنة، حيث لاحظ بعد عودته تغير مدينة وهران وما بقي ثابتا فيها هو طيبة شعبها وحسن ضيافتهم، وفق تعبيره.