"بن فليس الأقرب للرئاسة في غياب بوتفليقة، ولم نكن ضده عندما صوتنا لغيره" يلقي الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، علي بن فليس، اليوم بفندق هيلتون، مداخلة بمناسبة تأبينية أول وزير للعدل في تاريخ الجزائر المستقلة، عمار بن تومي، بعد غياب دام قرابة 10 سنوات، وبحضور رسمي كان يتجنبه في الماضي، منذ ما يعرف بموقعة ”عدالة الليل”، واستبعاده من رئاسة الأفالان. يعود رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، إلى الأضواء اليوم، بعد غياب دام سنوات كان يتجنب فيه الحديث إلى وسائل الإعلام حتى عندما يتعلق الأمر بشهادة في كبار القادة الذين فقدتهم الجزائر مؤخرا، ويكتفي ببيان تعزية دون التصريح. ورغم أن الإطلالة التي يتحدث البعض عن أنها ستحظى بتغطية خاصة من قناة الأطلس، لا تتعلق بندوة صحفية لاستعراض المواقف أو الحديث عن التطورات السياسية، إلا أن الكثير يصر على أنها خرجة سياسية بامتياز سيبعث فيها ابن مدينة الأوراس رسائل قوية لخصومه ممن حاولوا قطع الطريق أمامه بالإسراع في انتخاب عمار سعداني أمينا عاما في ظروف لفها الكثير من الجدل. وأكدت مصادر مقربة من وزير العدل الأسبق، أن بن فليس، عازم على الترشح ومعنوياته مرتفعة جدا، وكان يعمل طوال السنوات الماضية على توفير الأجواء للعودة مجددا للساحة السياسية، خاصة أنه يتمتع بنفوذ قوي داخل حزب جبهة التحرير الوطني، وتابعت بأنه من غير المستبعد أن يكون هو مرشح الأفالان، بالنظر للظروف الصحية للرئيس يوتفليقة، وإلغاء اجتماع مجلس الوزراء الذي أعاد طرح إشكالية قدرة الرئيس على قيادة البلاد، ويقلص كثيرا من رغبة محيطه في تمديد فترة حكمه إلى عامين أو حتى التفكير في عهدة رابعة، رغم أن الأمر غير دستوري بالمرة. وقالت مصادر ”الفجر” إن الظروف تغيرت، ولم يعد بن فليس الرجل الذي تتجنب الشخصيات الظهور بجانبه، بدليل الحضور الرسمي، ممثلا في وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، ووزير المجاهدين محمد الشريف عباس، خلال لقاء اليوم، وأشارت إلى أن حضور الوزيرين له دلالات كبيرة، حيث رفض وزراء آخرون في فترة سابقة الظهور إلى جنب بن فليس، كما هو الحال مع وزير التربية السابق أبو بكر بن بوزيد، الذي غاب عن مناسبة بالمدرسة التي درسا فيها سويا بقسنطينة، وأرسل ممثله الذي خرج هو الآخر بمجرد أن صعد بن فليس إلى المنصة. من جهة أخرى، ذكر عضو باللجنة المركزية وقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، رفض الكشف عن اسمه، أن عودة بن فليس مجددا إلى الأضواء بشرى خير، خاصة مع الحضور الرسمي، لأنه في حال غاب الرئيس الشرفي للحزب عن الاستحقاقات القادمة، ”فلن يكون هناك أحسن من بن فليس لقيادة البلاد، خاصة وأنه يتمتع بقاعدة واسعة داخل الحزب العتيد”، وشدد على أن من اختار التصويت لبوتفليقة في انتخابات 2004، لا يعني أبدا أنه كان ضد بن علي بن فليس، إنما كان أكثر اقتناعا بمواقف وبرنامج الرئيس بوتفليقة، واليوم إن تعذر على الرئيس الشرفي الترشح مجددا، فلن تجد الجزائر خيرا من بن فليس، حسب تعبير المتحدث. من جهته، قال الأمين العام الأسبق علي بن فليس، في تصريحات صحفية حول المغزى من حضور التأبينية، إنه ”أنا مدعو مثلكم وعائلة الفقيد اتصلت بي، ولا يمكن أن أرفض لأن الأستاذ بن تومي شخص عزيز عليّ”.