يعكس السيناريو الحاصل في بيت الأفالان والانشقاق الظاهر على أعضاء اللجنة المركزية للحزب، أياما فقط قبل عقد دورة اللجنة المركزية للأفالان في مكانين مختلفين، وجود انقسام في الرؤى ومنه الدعم حول المترشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية القادمة. تتجه جهود نفر من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي والحركة التقويمية لدعم ترشح علي بن فليس، فيما يسعى جناح أحمد بومهدي لدعم عمار سعيداني المرشح الذي يحمل بصمة شقيق الرئيس، الذي سيدعم رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، مرشحا آخر للرئاسيات باستثناء خصمه اللدود في 2004 علي بن فليس. محمد عليوي ”بوتفليقة هو الذي سيدعم المرشح الذي يراه مناسبا” قال عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني في تصريح ل”الفجر” أن الأمين العام القادم للأفالان سيكرس الاستمرارية التي يريدها رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك شبه توافق حول شخصية عمار سعيداني لتولي الخلافة في الأفالان، وأضاف أنه ”لن يكون خارج لعبة الرئاسيات القادمة”. وعلى هذا الأساس يقول محمد عليوي إن الحزب والأمين العام القادم، سيكونان أداة في يد رئيس الجمهورية لتسخيرها في الجهة التي يريدها والمترشح المناسب الذي يعتبره أهلا لخلافته على رأس الجمهورية، مضيفا ”نحن في الأفالان مناضلون ملتزمون ونتبع ما يملي علينا رئيس الحزب الذي هو رئيس الجمهورية وسنعمل جاهدين لتحقيق ما يأمرنا به”. إمكانية دعم بوتفليقة لترشح حمروش أو سلال للرئاسيات واستبعدت مصادرنا تماما ونهائيا أن يقوم رئيس الجمهورية بدعم ومساندة ترشح علي بن فليس باسم الأفالان، بل قالت إنه عمل جاهدا حتى يكون له خليفة ومرشح باسم الحزب الذي يحظى برئاسته الشرفية ولديه فيه كلمة مسموعة جدا. وذكرت المصادر ذاتها أن الرئيس سيقوم بدعم مولود حمروش لو تقدم هذا الأخير للانتخابات الرئاسية القادمة، لاعتبارات عديدة، أو عبد المالك سلال، الذي خدم الرئيس طوال حملاته الانتخابية وهو يحظى بثقته. أما السيناريو الثالث وهو أن يسخر رئيس الجمهورية الأفالان لخدمة مرشح النظام بالقوة، حتى وإن كان الأمر يتعلق بخصمه اللدود علي بن فليس، حيث زمام الأمور وقتها ستكون في يد الأمين العام الذي سيمتثل لطلب الإدارة وليس الرئيس، لا سيما وأن الأفالان معروف عليه أنه جهاز أكثر منه حزب سياسي بالمفهوم المتعارف عليه. جهود حثيثة من المكتب السياسي والتقويمية لنصرة علي بن فليس في الرئاسيات باسم الأفالان وفي الجهة الأخرى التي تشمل أعضاء المكتب السياسي للأفالان ووزراء الحزب، باستثناء الوزير الطيب لوح، والحركة التقويمية يقومون بجهود حثيثة من أجل كسب معركة اللجنة المركزية والأمين العام القادم، الذي سيكون السند الأول للمرتشح علي بن فليس سواء كان حرا أو مرشحا للنظام. وتندرج هذه الجهود في إطار القراءة التي يقوم بها المناضلون ترتيبا للانتخابات الرئاسية القادمة والتحضير لموعد 2014، حيث يتداول اسم علي بن فليس بقوة لدخول هذه الاستحقاقات وبقوة، الأمر الذي تدركه العديد من إطارات الحزب ومناضليه وترتب للعب دور فيه بواسطة الأفالان، بقواعده ومناضليه عبر الوطن. ويعول هذا الجناح على الحزب كقاعدة خلفية بالولايات والدوائر لدعم مرشحهم القادم في انتخابات 2014، تختلف عن انتخابات 2004، لدرجة أن عضو لجنة المركزية للأفالان أكد ل”الفجر” أنه ”لا يوجد الآن أحسن من علي بن فليس فهو الرجل المناسب لهذه المرحلة لعدة اعتبارات وسندعمه سواء ترشح باسم الأفالان أو باسمه الحر”. والمؤكد أنه حتى وإن خرج عمار سعيداني، من صندوق الأفالانيين يوم الخميس بقاعة الأوراسي، فإن المكتب السياسي والتقويمية لا تزال تستثمر جهودها بالميدان لتسخير الأفالان لخدمة علي بن فليس، ما يعني أن الحزب سيخوض الرئاسيات القادمة بفريقين منقسمين.