انتقد مركز الأبحاث الأمريكي ”فاست مركت ريسيرتش”، وضع القطاع الصحي في الجزائر الذي وصفه ب”دون المستوى”، مرجعا السبب إلى غياب حماية الحقوق الملكية الفكرية وقرار الحكومة بفرض قيود صارمة على استيراد الأدوية. وأوضح تقرير صدر أمس عن مركز الأبحاث الأمريكي ”فاست مركت ريسيرتش”، أن قطاع الصحة في الجزائر لا يزال ”بعيدا” عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن قرار الحكومة الذي ينص على تقليص عمليات استيراد الأدوية والمنتجات الصيدلانية والأجهزة الطبية لصالح المنتجات المحلية ”غير صائب”، متحججا بأن شركات الأدوية المحلية ليست بنفس خبرة نظيرتها العالمية وهذا ما يهدد حياة المرضى - حسبه - وشدد التقرير على موضوع الواردات الموازية التي تشكل أحد التحديات الرئيسة في سوق الأدوية في الجزائر، مؤكدا أن تسويق الأدوية بصورة غير قانونية وكذا تسهيل استيراد الأدوية التي لا تتطابق مع المعايير العالمية المعمول بها، وغياب قوانين صارمة لضبط هذه الطرق غير القانونية لتسويق المنتجات الصيدلانية، سيضع حياة المرضى في خطر. وفي ذات السياق نصح التقرير الأمريكي الحكومة بتعزيز حماية براءات الاختراع وحماية الملكية الفكرية، والعودة إلى الاستيراد لأن الإنتاج المحلي ضئيل ولا يلبي احتياجات السوق الداخلية وكذا لسد الطريق أمام التهريب. وفي المقابل أشار التقرير إلى أن السلطات الجزائرية تعمل جاهدة على تهيئة بيئة ملائمة لجذب الاستثمارات الأجنبية عن طريق تقديم حوافز للاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا في قطاع الصناعات الدوائية كمحاولة لترقيته القطاع والنهوض به. وفي نفس السياق، كان تجمع الشركات الأمريكية المصنعة للأدوية ”فارما”، قد وضع الجزائر ضمن اللائحة ”الرمادية” للدول المطلوب مراقبتها، حيث أدرجت الجزائر السنة الفارطة ضمن خانة ”تشديد المراقبة عليها” وطلب التجمع من ممثله التجاري أن يدرجها في القائمة ”السوداء” لأنها، حسبه، لم تحرز تقدما مقارنة بالسنة الماضية. وفيما يخص الحوافز التي وضعتها الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية فتحت شركة الأدوية الألمانية ”بورنغير إنغلهايم” شهر ماي المنصرم، مكتب لها في العاصمة من أجل توسيع وجودها في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. وسيقوم المكتب الجديد بإجراء بحوث علمية على أمراض القلب والأوعية الدموية، أمراض الجهاز التنفسي، ومرض السكري، المكتب مسؤول أيضا عن تقييم جودة المنتجات والتعامل مع المنتج، وفي هذا الخصوص قال الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كريم العلوي أن قرار الشركة الألمانية بفتح مكتب لها في الجزائر بسبب الموقع الاستراتيجي للبلاد ومكانتها باعتبارها ثاني أكبر سوق للأدوية في أفريقيا، حسب ما نقله موقع ”سيبوير” للأعمال.