قلق فرنسي من دخول الأمريكيين إلى سوق الدواء الجزائرية أظهرت دراسة فرنسية نشرت مؤخرا مدى قلق الشركات الفرنسية و تخوفها من فقدان مكانتها الأولى في سوق الأدوية بالجزائر، حيث أبدت امتعاضها من الدخول القوي للعملاق الأمريكي في مجال صناعة الأدوية الذي يريد خلق قطب استراتيجي في الجزائر يمتد إلى غاية افريقيا و الشرق الأوسط.الدراسة الفرنسية التي أنجزها مكتب الدراسات" ديلاوات" حملت سلسلة من التحاملات والإنتقادات وجهتا للسلطات الجزائرية حيث تلومها لتعزيز التعاون في مجال الأدوية مع شركات أمريكية ، ولفتت الدراسة إلى" عدم قدرة الجزائر تطبيق بنود اتفاقيات التعاون البيوتكنولوجي مع الولاياتالمتحدة".ووفق استنتاجات "ديلاوات" ،نشرت مقاطع منها في صحيفة لاتربين الفرنسية،فإن خطط الحكومة الجزائرية للتحول إلى قطب عالمي في الصناعة البيوتقنية يصطدم بعراقيل عديدة ضمت أساسا غياب الشفافية و عائق نظام 51/49 بالمائة مضامينه وثقل وتخلف النظام البنكي وغياب إستراتيجية على المدى البعيد لضمان استقرار الصناعة الصيدلانية .و أشارت الدراسة إلى النقائص الموضوعية التي يعرفها مجال البحث العلمي التطبيقي في الجزائر، و أضافت أنه فيما تجر الجزائر 11 تجربة إكلينيكية سنويا تصل التجارب في مصر إلى 200 و 500 في جنوب إفريقيا.و استند التقرير إلى مخاوف المخابر الغربية وخصوصا الأمريكية في وجود حماية قانونية بالجزائر لبراءة الاختراع، في ظل التقارير عن عمليات تقليد على نطاق واسع للمنتجات الدوائية والصيدلانية، ما جعل وزارة التجارة الأمريكية تضع الجزائر في القائمة السوداء في انتهاك حق الملكية الفكرية.ونقلت لا تربين عن رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي سماعيل شيخون قوله أن المخابر الأمريكية تريد ضمانات قانونية وإجراءات صارمة من الجانب الجزائري لحماية الملكية الفكرية.وثمن التقرير أيضا انتقادات من قبل متعاملين محليين ، ومخابر أجنبية لخطط الحكومة الجزائرية، لكن الملاحظ لا يتفاجئ لأن أغلب الإنتقادات صدرت من مخابر تابعة لشركات فرنسية . واعترف التقرير بأن تعزيز التعاون بين المخابر الأمريكية و الجزائر يقلص من هيمنة الشركات الفرنسية التي تحصل سنويا على مئات الملايين من الدولارات، حيث تمثل حصّة المخابر الفرنسية حوالي 65 بالمائة من 900 مليون دولار التي تسوردها كل سنة الجزائر.ووقعت الجزائر قبل أسابيع على اتفاق تعاون و شراكة يقضي بإنشاء قطب أمريكي للأبحاث و الصناعات الصيدلانية و البيوتكنولوجيا في الجزائر،حيث تنقل الشهر الماضي وزير الصحة جمال ولد عباس شخصيا إلى الولاياتالمتحدة على رأس وفد هام على أمل معالجة أزمة ندرة الأدوية و اللقاحات التي تسجل كل مرة ويثار حوله الجدل بين الوزارة المعنية و مستوردي وموزعي الأدوية . و يندرج الاتفاق ضمن المسعى الأمريكي الرامي إلى تحويل الجزائر إلى قطب استراتيجي في هذا المجال في أفريقيا و الشرق الأوسط و إقحامها ضمن قائمة العشر المنتجين الأوائل في مجال الصيدلة.