تزامن انطلاق التربص التحضيري للمنتخب البوركينابي، أمس، استعدادا لاستقبال الخضر بواغادوغو يوم 12 من الشهر الجاري، في إياب الدور الحاسم من تأهيليات مونديال البرازيل 2014، مع بداية حركة غير عادية في المدينة، حيث باشر البوركينابيون ترتيباتهم لموقعة السبت القادم، وكلهم عزم لغزو مدرجات ملعب الرابع أوت لمساندة رفقاء بترويبا للإطاحة بالمحاربين. ابراهيم، عبد الله ومارطالاه هؤلاء ثلاثة مواطنين من بين 12 مليون بوركينابي، لا يريدون غير الفوز على الجزائر، من أجل وضع خطوة مهمة نحو تحقيق حلم التأهل لأول مرة في تاريخ هذا البلد الإفريقي الفقير لأكبر تظاهرة كروية في العالم، والذهاب إلى الجزائر بارتياح في لقاء العودة، بالمقابل لم يخف هؤلاء تخوفهم من كتيبة المحاربين، الذين يعتبرونهم أحد أقوى وأبرز منتخبات القارة السمراء. الشارع البوركينابي يتوعد الخضر بالثنائية ”سنهزمهكم بثنائية عندنا” عبارة أجمع البوركينابيون هنا في وغوادوغو على ترديدها، مما يبدو أنهم واثقون تماما بالفوز على الخضر، والملفت للانتباه أن أغلبهم أثنى كثيرا على المدرب البلجيكي بول بوت، الذي كان وراء تكوين هذا الفريق القوي الذي بات يُحسب له ألف حساب لدى منتخبات إفريقيا كلها، كما أنهم يراهنون على رفقاء العملاق بيانسي لتجسيد حلم كل بوركينابي على أرض الواقع، واعدين إياهم بالتوافد بقوة على مدرجات ملعب 4 أوت ومساندتهم إلى آخر لحظة من اللقاء. الأشغال قائمة على قدم وساق لتجهيز ملعب 4 أوت قبل 48 ساعة عن موعد اللقاء وبحديثنا عن الملعب الرئيسي الذي سيحتضن مباراة الخضر والخيول، تسابق إدارة ملعب 4 أوت الزمن لتجهيز الأرضية وتهيئتها، خصوصا وأنها بدت لنا في حالة سيئة عند زياتنا لها خلال الساعات الأخيرة، بحيث تأثت بالأمطار الغزيرة التي تساقطت على واغادوغو قبل يومين، إلا أن الأعمال جارية على قدم وساق على حد تعبير أحد عمال الملعب، الذي أكد أن الأرضية ستكون جاهزة قبل موعد المباراة ب48 ساعة، مع العلم أنه تمت مضاعفة عدد العمال المكلفين بتقليم عشب الملعب، وهذا من أجل تجهيز الأرضية في أقرب وقت ممكن، لاسيما وأن مدرب منتخب بوركينافاسو، بول بوت، برمج بعض الحصص التدريبية على أرضية الملعب الرئيسي، على أن يحظى رفقاء القائد بوڤرة بخوض حصة الجمعة على أرضية الملعب الرئيسي. حصار أمني مشدد لمنع الدخول والاقتراب من الملعب وعمال حرموا من عطلة نهاية الأسبوع ومما أثار استفسارنا نحن الإعلاميون، فعلى غير العادة تفاجأنا باتخاذ السلطات البوركينابية إجراءات أمنية مشددة، حيث وضعت حصارا على المواطنين وكل من يقترب من جدران الملعب، بمنعهم من الاقتراب أو الدخول إليه، نزولا عند قرارات اتحادية كرة القدم في بوركينافاسو، التي تسعى لتهيئة كل الظروف الملائمة لخوض مباراة السبت ضد الخضر. وحسب ذات العامل، فإن العمال حرموا من عطلة نهاية الأسبوع كي تتسارع الأعمال بالملعب، قصد تجهيزه في الموعد المناسب. نحو إقبال قوي على التذاكر خلال الساعات القادمة وينتظر أن تشهد عملية بيع التذاكر إقبالا كبيرا من الجماهير، لأهمية المباراة التي تعد فرصة كبيرة لبلوغ بوركينافاسو نهائيات كأس العالم لأول مرة في التاريخ، علما بأن الجميع في واغادوغو متفائل بإمكانية الفوز على الخضر بنتيجة عريضة بملعب 4 أوت يوم السبت المقبل، يأتي ذلك في وقت لم تحدد الاتحادية البوركينابية لكرة القدم إلى غاية أمس قيمة تذاكر المباراة، وحسب نفس المصدر فإن التذاكر ستكون في متناول المواطن البسيط في بوركينافاسو، بحيث ستتراوح ما بين 5 ألف و10 آلاف بالعملة المحلية، ما يعادل حوالي 1500 دينار جزائري. الحرارة الهاجس الأول لأنصار الخضر ومكانهم في المدرجات لم يُحدد بعد مع برمجة الشوط الأول من مباراة السد بين الجزائر وبوركينافاسو على الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، سيكون أنصار الخضر معرضين للجلوس تحت درجة حرارة مرتفعة جدا تفوق ال35 درجة، فضلا عن نسبة الرطوبة العالية، الأمر الذي جعلنا نستفسر عن نوع المدرجات التي ستكون تحت تصرف الآلاف من أنصار الخضر، علما أن ملعب 4 أوت يسع إلى ما يقارب 35 أتلف مناصر، كما يُتوقع أن يكون ممتلئا عن آخره يوم المباراة بين الخضر والخيول. مباراة الجزائر وبوركينافاسو.. حدث هام في ”واغا” ووجود الجيش يثبت ذلك يبدو أن مباراة السبت تُشكل حدثا هاما للسلطات المحلية، التي هي غير متعودة على مواعيد كبيرة وهامة مثل المباراة التي ستجمع بين منتخب بوركينافاسو والجزائر، وعليه فإنه من المتوقع أن يتم احتضان مثل هذه المواعيد الهامة، وهذا من خلال الاعتماد على وحدات من الجيش البوركينابي، للإشراف على عملية التنظيم بكل أرجاء العاصمة ”واغا”، تفاديا لأي انفلات امني أو أعمال شغب من قبل بعض الجماهير المتعصبة. المغتربون من أنصار الخضر يضعون السفارة الجزائرية في حرج والفاف مطالبة بالتدخل إذا كانت السفارة الجزائرية ببوركينافاسو قد بدأت في التحضير لعملية استقبال آلاف الأنصار القادمين إلى واغادوغو لمؤازرة الخضر في يوم المباراة، فإنها لا تكترث لاحتمال قدوم مئات المناصرين الذين يمثلون الجالية الجزائرية في الخارج، سيما وأن عددا معتبرا منهم حجزوا مسبقا أماكن لهم للتنقل إلى واغادوغو، مع العلم أن عدد الأنصار الذين سيأتون أغلبهم من فرنسا وبعض الدول من القارة العجوز، غير مسجلين لدى وزارة الشباب والرياضة ولا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ولا عند النادي السياحي الجزائري، وهو ما قد يخلط أوراق السفارة التي لا تريد الخوض في أي مشاكل كانت في غنى عنها، الأمر الذي يعني أن الفاف مطالبة بالتحرك من أجل رفع عدد التذاكر إلى أكثر مما كان عليه سالفا.