يلوّح إسلاميو الجزائر، بمقاطعة رئاسيات 2014، كما جرت عليه مع مختلف المواعيد الانتخابية السابقة في محاولة للضغط على السلطة لتمكينها من ضمانات حول نزاهة الانتخابات ومصداقيتها لكن سرعان ما تشارك الأخيرة رغم غياب الضمانات، ما جعل التهديد يفقد الكثير من قوته، خاصة وأنهم يتحدثون كثيرا عن مرشح وفاق وطني. لمياء خلفان تسود حالة من الغموض حول موقف قادة التيار الإسلامي في الجزائر من المشاركة من عدمها في رئاسيات 2014، لا تختلف كثيرا عن حالة الغموض التي تعيشها الطبقة السياسية، التي شل مرض الرئيس وتعديل الدستور، والضبابية حول ترشح بوتفليقة من عدمه حركتها، لدرجة أحجم فيها الكثير عن الإعلان عن ترشحهم قبل أسابيع معدودة من استدعاء الهيئة الانتخابية. والملاحظ في مختلف الندوات الصحفية والتصريحات الإعلامية للأحزاب الإسلامية في الجزائر، التي بدت متحمسة كثيرا لمشروع رجل وفاق وطني، رغم فشل جولتين من الحوار لحد الساعة، كثيرا ما تشهر ورقة المقاطعة في وجه النظام، رغم أن الأمر لم يعد يخيف السلطة كثيرا، التي تعودت على مثل هذه التهديدات دون جدوى، حاولت الفجر من خلال مجموعة من الاتصالات مع الأحزاب السلامية الوقوف على حقيقة موقفها من الرئاسيات وهل ستنفذ فعلا تهديدها بالمقاطعة فعلا إذا لم توفر السلطة ضمانات، وأين وصل الأمر مع مرشح الإجماع. تكتل الجزائر الخضراء: نتمسك برجل توافقي والمقاطعة آخر الحلول من جانبها قالت مصادر من تكتل الجزائر الخضراء أنه رغم رفض عدد من أحزاب المعارضة لميثاق الإصلاح السياسي التي تقودها حركة مجتع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري، إلا أنها لم تفقد الأمل في إيجاد مرشح إجماع لدخول سباق الرئاسيات القادمة. وأسرت مصادرنا أن أكبر عائق يواجه مبادرة ميثاق الإصلاح السياسي، رفض بعض الشخصيات الوطنية التوقيع على الميثاق مقابل حصول الدعم، مشيرة في ذات السياق إلى أن التوجه الأكبر داخل التكتل الأخضر يسير نحو مرشح إجماع من خارج التيار الإسلامي. وفي ردها على سؤال حول الشخصيات التي يراها التكتل جديرة بالدعم، قال محدثنا إن الأمر سابق لأوانه، خاصة وأن عدد من يأمل فيهم التكتل خيرا لم يعلنوا ترشحهم بعد، وقالت مصادرنا أن رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي يستعد لإعلان ترشحه، من الشخصيات المناسبة لإدارة المرحلة المقبلة لكن الكلمة الأولى والأخيرة لمجالس الشورى، وأن رئيس الحركة عبد الرزاق مقري في تواصل مستمر معه، وشدد المحدث أن المقاطعة خيار مطروح في الاستحقاقات القادمة إذا لمسنا إرادة مبيتة للسلطة بإبقاء الأمور على حالها، خاصة وأن المؤشرات الأولية مع التعديل الحكومي تؤكد أن العملية محسومة. العدالة والتنمية: كل الاحتمالات مطروحة ومجلس الشورى سيقرر وفي ذات السياق، أكد عضو المكتب الوطني لحزب العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن الحزب لم يحسم بعد في ملف الرئاسيات القادمة بسبب حالة الغموض التي تعيشها الساحة السياسية، حيث لم تقدم السلطة لحد الساحة مرشحها النهائي، ما دفع بالكثير من الراغبين في الترشح إلى تأجيل مواقفهم لمعرفة ما ستكون عليه الأمور. وأضاف الرجل القوي في حزب جاب الله، أن المقاطعة من الخيارات التي سيدرسها مجلس الشورى، وفي حال وجد أن اللعبة الانتخابية مغلقة فإنه لن يتردد في مقاطعة الانتخابات، مشيرا إلى أن جاب الله عبر سابقا عن عدم رغبته في الترشح، لكن الخيار الأخير لمجلس الشورى، لأن الحزب مؤسسة وليس أفراد. وفي رده على سؤال حول مرشح وفاق وطني، أكد محدثنا أن الحزب يرحب برجل إجماع تتوفر فيه شروط معينة، وأنه من غير المستبعد أن يساند الحزب مرشحا خارج التيار الإسلامي، رافضا منح أسماء لأن الأمر في الأول والأخير بيد مجلس الشورى. جبهة التغيير: نبحث عن رجل وفاق والمقاطعة واردة وقال المكلف بالإعلام في جبهة التغيير، إدريس ربوح، أن جبهة التغيير تعمل من خلال مبادرة الوفاق على إيجاد مرشح وطني تتوفر فيه جملة من الشروط على رأسها أن يلتزم بحكومة توافقية، وينظم انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة، ويصلح الدستور، كما يعمل على ترقية المصالحة الوطنية، وبعدها سينظر مجلس الشورى في أمره. وفي رده على سؤال حول الحلول التي يلجأ إليها الحزب الذي أعلن عن عدم ترشح رئيسه عبد المجيد مناصرة، في حال الفشل في إيجاد مرشح توافقي، أكد ربوح أن الحزب سيجتهد لإيجاد حل، بما فيه خيار المقاطعة، وقال أن خيار المقاطعة أمر وارد، خاصة وأن الظروف التي أجبرت الدولة خلال عهد الراحل محفوظ نحناح، على إشراك الإسلاميين لإنفاذ البلاد من الانهيار غير متوفرة والأحزاب الإسلامية سيدة قرارها اليوم.