قبل ثمانية أشهر عن موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل المقبل، لم يكشف مضمار السباق الرئاسي عن لاعبيه الأساسيين، ومازال كبار المرشحين المحتملين، ينتظرون اللحظة المناسبة للإعلان عن ترشحهم. حتى الآن، لم تحفل سلة الانتخابات الرئاسية سوى بخمسة من صغار المترشحين الذين أعلنوا عن أنفسهم وأعلنوا عن ترشحهم، فقد أعلن رئيس حزب التجمع الجزائري علي زغدود عن ترشحه لرئاسيات 2014، وهو الذي حاول المشاركة في مجمل الاستحقاقات السابقة دون أن يتمكن من جمع 75 ألف توكيل التي ينص عليها القانون. ودخل السباق الانتخابي المختص في علم الفلك لوط بوناطيرو الذي أعلن، الجمعة الماضية، عن ترشحه للرئاسيات. وسبق لرجل الأعمال الجزائري المقيم في فرنسا، رشيد نكاز، أن أعلن عن ترشحه، كما أعلن الوزير المنتدب السابق للخزينة العمومية علي نواري عن طموحه الرئاسي . وبخلاف صغار المرشحين، الذين لا يتجاوز سقف طموحهم الجلوس إلى رئيس المجلس الدستوري حين تقديم طلب الترشح، ولا يزيد تأثيرهم في الانتخابات عن الجانب العددي، لم يحسم قادة أحزاب فاعلة وشخصيات مستقلة في قرار الترشح، بعضها يتوقف موقفه على حسابات سياسية تتصل برهانات السلطة وخياراتها في الرئاسيات المقبلة، وأخرى تتوقف على مواقف شركاء في الساحة السياسية، من قبيل موقف حركة مجتمع السلم التي أبقت خيار ترشيح رئيسها الدكتور عبد الرزاق مقري في ثالث الخيارات، ومازالت تبحث عن مرشح توافقي للمعارضة، أو مرشح توافقي للتيار الإسلامي كخيار ثاني. فيما يبدو حزب العمال بصدد تأجيل تكتيكي لإعلان ترشح أمينته العامة لويزة حنون إلى ما بعد الدخول الاجتماعي المقبل، كما قررت جبهة القوى الاشتراكية تأجيل أي نقاش حول الرئاسيات إلى ما بعد الدخول الاجتماعي المقبل. ولم يحسم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية موقفه، وما إذا كان بصدد إعادة ترشيح رئيسه السابق سعيد سعدي أو رئيسه الحالي محسن بلعباس، أو التوجه إلى خيار المقاطعة. وشذّ رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، عن هذا الوضع بحصوله مبكرا على تزكية المجلس الوطني للحزب للترشح لهذه الانتخابات. وبحالة التردد السياسي التي تظهر بها الأحزاب بشأن الرئاسيات، توجه كبار المرشحين، من الشخصيات المستقلة الراغبة في الترشح، إلى البحث في استقطاب دعم الأحزاب السياسية وربط تحالفات معها. وعقد رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، الذي أعلن مبكرا في نوفمبر الماضي عن ترشحه لرئاسيات 2014، وبدأ في طرح مشروعه السياسي والانتخابي للنقاش الشعبي خلال لقاءات عامة في عدد من الولايات، عقد، تحالفا مع حزب ”جيل جديد”. كما توجه إلى عقد لقاءات مع قيادات أحزاب أخرى، بينها حركة مجتمع السلم التي استجاب لدعوتها له لحضور إفطار رمضاني. وفي السياق نفسه، أجرى المرشح السابق علي بن فليس لقاءات مع كوادر فاعلة في المجتمع المدني بقصد تشكيل غرفة عمليات، واجتمع إلى قادة أحزاب سياسية. وقال مصدر مقرب من بن فليس ل”الخبر”، إن الأخير التقى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، في مسعى للحصول على دعم حمس وشركائها خلال الرئاسيات المقبلة، فيما لم يبد رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش أي إشارات بشأن إمكانية ترشحه، برغم تداول اسمه في الساحة. وبين مغامرين مندفعين إلى سباق الرئاسيات بحثا عن الظهور الإعلامي، وأحزاب مترددة تبحث عن قرار مثالي في ظل ظروف متداخلة، وشخصيات مازالت تجري حسابات الربح والخسارة، يبدو السباق الرئاسي بصدد فرز الأوراق وكشف أولى الأسرار بعد الدخول الاجتماعي المقبل .