تحظى الروايات الجزائرية بمختلف أنواعها والفرنسية الكلاسيكية باهتمام واسع من قبل القراء الجزائريين الذين توافدوا بكثرة على فعاليات صالون الكتاب الدولي ال18، الذي تجري فعالياته بقصر المعارض صفاكس، بالعاصمة إلى غاية ال9 من الشهر الجاري، وهو ما يعكس ميولهم الذي يزيد في كلّ سنة بهذا اللون الأدبي الذي تؤكده الطبعة الحالية. منذ بداية الحدث الدولي، شوهد إقبال هائل على أجنحة دور النشر الجزائرية والعربية والأجنبية التي تعرض مختلف الكتب التي تختص في الخيال والرواية والأدب الكلاسيكي، وهذا يحدد مسار القارئ الجزائري الذي أعرب عن اهتمامه الكبير بكتب التاريخ والروايات المقتبسة لكبار الكتّاب في العالم بحسب ما أوضحه سؤول بدار نشر ”أبيك”. وحسب تصريحات لناشرين آخرين تبين أنّ ما يحدث في الجزائر وباقي البلدان العربي يجذب القراء سيما الشباب بينما يقبل كبار السن على الروايات فيميلون إلى قراءة الروايات الأدبية تلك التي تزخر بها منشورات ”البرزخ” الجزائرية وبعض المنشورات الأخرى كدار القصبة ومنشورات الشهاب. كما تستقطب في السياق الكتب التاريخية وخصوصا المذكرات التي كتبها سياسيون وشخصيات جزائرية بارزة، الجمهور الجزائري الذي يريد بدافع الفضول والمطالعة في آن واحد معرفة التفاصيل والجزيئات الصغيرة لقصص هذه الشخصيات التي صنعت وتصنع الحدث في تاريخ الجزائر. هذا وتؤكدّ دار نشر فرنسية بأنّ آداب العالم والروايات الكلاسيكية الفرنسية تأخذ حيزا واسعا من اهتمامات القراء الجزائريين فقط منوهة أنّ ارتفاع السعر حال دون تمكن البعض من شرائها. ليظل العزوف عن الأدب العربي قائما وواضحا سوى استقطابه لعدد قليل من زوار يبحثون فقط على روايات لأسماء معروفة في الأدب العربي كأحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق، بحسب تصريحات ثلة من الناشرين الذين أكدّوا أنّ الكتب العلمية والدينية استطاعت تحقيقي نسب معتبرة من المبيعات مقارنة بأعمال الأدب العربي. أحدث ثلة من الكتاب الجزائريين خلال أيام المعرض الدولي للكتاب في طبعة السنة الجارية حالة طوارئ واستنفارا حينما استطاعوا أن يجعلوا القراء يتهافتون عليهم بأعداد غفيرة، خلال توقيعاتهم لأعمالهم الأدبية، حيث صنع المشهد الذي ضم طوابير لا نهاية لها كل من الروائية أحلام مستغانمي المعروفة على مستوى العالم العبي التي احتفلت مع قرائها بالذكرى العشرين لصدور روايتها ”ذاكرة الجسد”، وكذا الكاتب الجزائري ياسيمينة خضرا واسمه الحقيقي محمد بولسهول، والروائية المتميزة آسيا جبار التي رشحت مرّتين لجائزة نوبل للآداب. ويأتي توافد الزوار على توقيعاتهم وشراء كتبهم نظير النجاح الذي لقيه الثلاثة في العالم جراء أعمالهم المتميزة.