تمكن عشرات المواطنين من استغلال بقايا المنازل الفوضوية التي هدمت جزئيا بحي بيداري، خلال عمليات ترحيل القاطنين بها غضون السنتين الماضيتين، ما مكن من عودة التجمع الفوضوي بعين المكان، والذي ازداد اتساعا عما كان عليه من قبل. فمن مختلف الولايات الشرقية المجاورة ومن أحياء عنابة العتيقة، وجد مئات المواطنين في بقايا هذه المنازل القصديرية فرصة لإعادة بناء مسكن فوضوي للتمكن من تحصيل سكن اجتماعي من خلاله، حيث تم كراء بعض من السكنات الفوضوية من أصحابها الفعليين الذين رحلوا بعدما استفادوا من سكن اجتماعي. هذه الوضعية والممارسات لم تحرك مصالح بلدية البوني التي لم تقم بواجب الإزالة الكاملة للسكنات الفوضوية، عقب ترحيل المقيمين فيها سنوات 2010 و2011، حيث لم يتم استرجاع الوعاء العقاري الذي استغله أشخاص آخرون دون أن تحرك الجهات الوصية ساكنا، ما أفرز تجمعا فوضويا آخر يضاف للتجمعات الفوضوية التي تشهد نفس الوضع في كل من أحياء بوزعرورة وبوسدرة، في الوقت الذي تم استرجاع القطعة الأرضية في حي سيدي سالم، بعد ترحيل أكثر من 400 عائلة من عين المكان و التهديم الكلي والشامل لجميع السكنات الفوضوية، التي أزيلت تماما عن المساحة الأرضية التابعة لأملاك الدولة، والتي ستعرف إنجاز حصة سكنية ذات طابع اجتماعي لاحقا. ويعتبر الكيل بمكيالين في أحياء بلدية البوني التي تعرف وتيرة تنموية هامة تدريجيا، بابا مفتوحا على مختلف التجاوزات التي تطال العقار والقطاع السكني بها.