تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على ولاية سكيكدة خلال 48 ساعة الأخيرة، في غمر أكثر من 14 بلدية بالسيول الجارفة والأوحال التي حولت العديد من الشوارع إلى وديان حقيقية، وذلك بسبب انسداد شبكات الصرف وعدم وجودها في عدد من البلديات الأخرى، فضلا عن انكشاف المشاريع المغشوشة. استنادا إلى مصادر عليمة ل”الفجر” فإن بلديات صالح بوالشعور، أمجاز الدشيش ،الحروش، رمضان جمال، تمالوس، بين الويدان، كركرة ،القل، عين قشرة، أم الطوب، سيدي مزغيش، بني والبان وعين قشرة، غمرتها المياه وحولت شوارعها إلى ما يشبه الوديان في ظل دهشة المواطنين، ما تسبب في اندلاع موجة كبيرة من الاحتجاجات في عدد من هذه البلديات. ففي صالح بوالشعور خرج، زوال أمس، المئات من سكان قرية جبل مكسن ببلدية وقاموا بشن حركة احتجاجية واسعة، حيث قطعوا الطريق الوطني رقم44 الذي يربط قسنطينةوسكيكدة بوضع الحجارة والمتاريس وجذوع الأشجار، وذلك على خلفية الأضرار الكبيرة التي سببتها لهم التقلبات الجوية. وذكر المحتجون أن العشرات من العائلات قضت ليلة أول أمس في العراء بعد أن اجتاحت الفيضانات والسيول منازلهم، خاصة على مستوى الوادي الذي يمر بوسط القرية، ما حول المنطقة إلى شبه بحيرة صعبت عملية تنقل السكان خاصة التلاميذ الذين وجدوا صعوبة كبيرة في الالتحاق بمقاعد الدراسة. كما تسببت الأمطار - حسبهم - في ضياع وإتلاف المؤونة تمثلت في أكياس السميد والأفرشة والأواني والأثاث، بالإضافة إلى تضرر الكثير من الأكواخ القصديرية التي لم تعد صالحة للسكن. شل حركة المرور ورفض الحوار مع ”المير” من جهة أخرى أبدى السكان سخطهم الشديد تجاه المنتخبين المحليين الذين أثبتوا عجزهم عن حل مشاكلهم وانشغالاتهم، وسئموا من وعودهم التي وصفوها بالكاذبة، حيث لاتزال القرية تتعرض للتهميش والاقصاء وتتخبط في مشاكل كثيرة، في مقدمتها الطرقات، الماء، الغاز، بالإضافة الى السكن . وقد تنقل رئيس البلدية إلى عين المكان لتهدئة المحتجين والاستماع إلى انشغالاتهم، غير أنهم رفضوا الحوار معه وشددوا على ضرورة حضور الوالي، فيما انتشرت قوات الدرك على مستوى الطريق للتحكم في الوضع من الانزلاقات، مع الإشارة إلى أن الاحتجاج تسبب في توقف حركة النقل عبر هذا الطريق الهام وتعذر بذلك على حافلات نقل المسافرين والنقل الجامعي التوجه إلى سكيكدة، خاصة بالنسبة للمركبات المتوجهة من وإلى الميناء، ما اضطر بالكثير منهم إلى تغيير المسلك عبر الطريق المؤدى إلى بلدية مجاز الدشيش مرورا بصالح بوالشعور. وفي سياق متصل شهدت قرية منزل الأبطال بدائرة عزابة حركة احتجاجية مماثلة بإقدام العشرات من التلاميذ على قطع الطريق الوطني رقم 44 الذي يربط سكيكدة - عنابة بوضع الحجارة والمتاريس، احتجاجا على إقدام الناقلين الخواص على رفع تسعيرة النقل باتجاه البلدية مركز إلى15دج عوض 10دج، وهو الأمر الذي لم يتقبله الأولياء واعتبروا هذه الزيادة بمثابة أعباء جديدة في المصاريف ولا يقدرون على تحملها. وعليه طالبوا السلطات المحلية بإيجاد حل نهائي لهذه المشكلة. وقد تنقل رئيس البلدية، رفقة بعض العقلاء، ليتمكنوا من احتواء الاحتجاج بتوفير حافلة إضافية لنقل التلاميذ والمواطنين بصفة مؤقتة إلى غاية معالجة القضية.. انزلاق التربة يرغم أفراد عائلة على المبيت في الخلاء بالقل وفي القل عاشت عائلة من 12 فردا بمدخل قرية بوخزر، ببلدية الزيتونة، 14 كلم عن القل غرب ولاية سكيكدة، ومعها سكان القرية، ليلة بيضاء بسبب انهيار الطريق بمحاذاة مسكنهم العائلي المتكون من ثلاثة طوابق جراء أشغال إنجاز جدار دعم تابع لمشروع بناء ثانوية بوخزر بذات البلدية، نتيجة التأخر الحاصل في الأشغال المتوقفة حاليا، وتساقط الأمطار بكثافة تسبب في انزلاق كبير للطريق المؤدي إلى القرية على مسافة تفوق 100 متر ووضع المسكن العائلي المذكور على حافة السقوط. كما تسبب انزلاق التربة في سقوط شجرة فلين عملاقة وأعمدة وخيوط كهربائية، حيث ماتزال المنطقة دون كهرباء، والقرية معزولة نتيجة انقطاع الحركة بالطريق، إضافة إلى تخريب القناة الرئيسية للمياه المزودة لقرية بودودح المجاورة. المقاول المكلف بإنجاز طريق بوخزر من جهته أكد أن الطريق انتهت أشغاله مؤخرا ومازال تحت الضمان وانزلاق التربة وانهيار جزء كبير منه يكلفه خسائر معتبرة، خاصة أنه لم يستلم شهادة نهاية الأشغال، وحمل المقاول المكلف بإنجاز مشروع الثانوية المسؤولية. وببلدية بين الويدان - جنوبسكيكدة - مازالت معاناة السكان مستمرة بعد أن تحول الطريق الذي يتوسط حيهم إلى وادي، ما تسبب في حرمان السكان من المرور عليه. ورغم الشكاوي المتعددة إلى رئيس البلدية فإن الوضع مايزال على حاله. فيضان وادي مكسن وانهيار سكنات بصالح بوالشعور تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية في ولاية سكيكدة، في إحداث فيضانات وجرف أتربة وانزلاقات أرضية خطيرة في عدة أماكن، حيث سجل فيضان وادي مكسن المحاذي لقرية جبل مكسن ببلدية صالح بو الشعور، ما أدى الي هدم بعض السكنات القصديرية وانزلاق في الارضية الواقعة بين الوادي والسكنات المجاورة له، واضطر السكان الي قضاء ليلة بدون مأوى وأعادت هده الحادثة المأساة التي عرفها سكان القرية العام الماضي، ما دفعهم الي قطع الطريق الوطني رقم أربعة واربعين وتوقيف حركة المرور يوم أمس الاول إلى ساعة متأخرة من المساء. وفي الجهة الغربية من الولاية عرفت عدة قري ببلدية الزيتونة انهيارات أرضية أدت إلى قطع حركة المرور بين مركز البلدية والعديد من التجمعات الجبلية. كما تسببت الامطار الغزيرة في انسداد البالوعات وتراكم المياه في عدة أحياء تقع في المنطقة الجنوبية من عاصمة الولاية، وما يزال حي مرج الديب يعرف توقفا لحركة المرور مند عدة سنوات، بسبب انسداد قنوات تصريف مياه الامطار التي أقيمت منذ الخمسينات ولم يتم تجديدها الي اليوم رغم الشكاوي الكثيرة للسكان لدى مصالح البلدية.