رئيس جمعية سيدا تضامن، بوفنيسة أحسن، ل”الفجر”: “بلوغ صفر عدوى في الجزائر يتطلب التطبيق الصارم لإجراءات الوقاية” بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السيدا والعدوى بفيروسه، الموافق للفاتح من ديسمبر من كل سنة، ارتأت “الفجر” إجراء هذا الحوار مع رئيس جمعية “سيدا تضامن”، بوفنيسة أحسن. متى نبلغ صفر عدوى أو صفر حالة سيدا في الجزائر؟ - لقد خطت الجزائر خطوات جبارة في مجال مكافحة السيدا مقارنة بدول أخرى، لكنه مع الأسف الوفيات بالأمراض ذات الصّلة بمرض السيدا لا زالت قائمة في الجزائر، والقضاء عليها يتطلّب منا المزيد من الجهود كل فيما يخصّه، ونحن كجمعية ناشطة في مجال مكافحة السيدا نأمل في تكريس هذا المرمى الإنمائي في الجزائر، والذي يتطلب منا التحلّي بروح المسؤولية والتّطبيق الصّارم لإجراءات الوقاية من العدوى بالنسبة لحاملي الفيروس أو العاملين في قطاع الصحة على حد سواء. هل سُجل نقص أوتذبذب في توزيع أدوية مقاومة السيدا؟ - هذا المشكل غير وارد في الوقت الحالي، وإن وجد هناك بدائل (12 جزيء) على مستوى الصيدلية المركزية، لكن سجلت انقطاعات من حين لآخر في كواشف الداء. بماذا تطالبون الجهات الوصية لمواصلة مساعيكم ؟ - كجمعية نطالب جميع النّشطاء الاجتماعيين بتنسيق وتكاثف الجهود حتى لا تذهب سدى، وتوحيد العمل الجمعوي الرّامي إلى مكافحة السيدا مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لتحقيق المزيد من الانجازات، لأنه كما يقول المثل “يد وحدة ما تصفقش”. ماذا حضّرتم للمناسبة؟ - نظّمت جمعية “سيدا تضامن” نشاطات تزامنا مع إحياء الجزائر اليوم العالمي لمكافحة السيدا، تمثلت في إقامة منصّات للوقاية من أخطار الدّاء بمستشفى القطار برعاية برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إضافة إلى حملات تحسيسية في ولايات أخرى من الوطن، نشطتها مكاتبنا الجهوية في كل من البليدة وتبسة وغليزان. كما بادرت الجمعية يوم الجمعة 22 نوفمبر الجاري بمعية القناة الإذاعية الثالثة وحركات جمعوية أخرى، إلى إحداث أكبر قافلة إنسانية حاولت من خلالها إشراك قرابة 3000 مواطن، ليجوبوا أحياء وشوارع العاصمة للتحسيس بمخاطر الدّاء، وهي تجربة فريدة لم يسبق لها مثيل، الغرض منها الخروج من الفضاءات المغلقة وممارسة نشاطها التحسيسي والتوعوي مع الملأ في الأوساط الشعبية. وكانت نقطة الانطلاق من قاعة الموڤار (الجزائر الوسطى)، مرورا بشارع زيغوت يوسف، فشارع أول نوفمبر، ثم شارع محمد الصغير سعداوي، لتحط رحالها بقاعة الأطلس بباب الوادي.
تحت شعار “ماذا لو كنت حاملا لفيروس السيدا؟” جمعيّة الحماية من داء السّيدا تتضامن مع المتعايشين مع الفيروس
نظّمت جمعيّة الحماية من داء السّيدا “هاك الوقاية”، التي سبق أن نظّمت فعّاليات النّشاط التّحسيسي “سيدا باريس”، بمناسبة اليوم العالمي لداء السّيدا، ندوة صحفيّة يوم 27 نوفمبر المنقضي، بقاعة سباق السيارات “ميغا كارت” بالشرا?ة، للتعريف بنفسها كعضو جديد في الحركة الجمعوية الجزائرية. وكشفت للجمهور عن مضمون نشاطها التّحسيسي، الذي خصّت به فئة المراهقين والشباب عموما، والمتمثّل في تمرير رسائل تربوية لأفراد المجتمع تضامنا مع الأشخاص المتعايشين مع فيروس السّيدا، كمرّة واحدة تكفي لتلقي فيروس السّيدا، شخّصوا أنفسكم! لا تبقوا في الظلام! وينبغي إقصاء السّيدا و ليس الأشخاص. كما قامت بإنتاج قرص مضغوط عنونته “ماذا لو كنت حاملا لفيروس السيدا؟”، يتضمّن صورا لشخصيات فاعلة ومؤثرة في المجتمع الجزائري من مجالات مختلفة (فنانين وممثلين ومنشطين اذاعيين ورياضيين جزائريين) أمثال الشيخ رابح سعدان، المنشط الإذاعي مهدي، السيدة نادية بن يوسف، حميدو، والشاب طارق الذي تنقل من فرنسا خصيصا لدعم الحملة، حيث قبل كل هؤلاء بفكرة تصويرهم واستغلال صورهم في صياغة لافتات. وتقوم كلّ شخصيّة بإيصال رسالة توعية وتسامح للعامة تنتهي بنفس بسؤال: ماذا لو كنت حاملا لفيروس السيدا؟ وفي السياق، نظّمت الجمعية حفلا فنيا مجانيا بقاعة كريستال لونج بنزل الهيلتون يوم 30 نوفمبر، لاختتام نشاطها، شارك فيه الفنانون السالف ذكرهم إلى جانب أسماء فنية أخرى لامعة. تقارير الصحّة العالمية لشهر نوفمبر 2013: مليونا مراهق في العالم يعيشون بفيروس السّيدا
تقول تقارير الصحّة العالمية لشهر نوفمبر 2013، أنّ أزيد من 2 مليون مراهق يعيشون بفيروس السّيدا، وأنّ عددا كبيرا منهم لا يستفيدون من الدّعم والرّعاية الصحّية اللاّزمين. لذا ارتأت المنظّمة أن تنشر اليوم، إضافة إلى اللاّئحة الإعلامية، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الدّاء، المبادئ التوجيهية الجديدة المجمَّعة بشأن الإرشاد والكشف عن الفيروس لعام 2013، وطرق استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهرية في علاج العدوى بفيروس العوز المناعي البشري والوقاية منه، الرّامية إلى الاستجابة لاحتياجات الرعاية الصحّية للمراهقين الحاملين للفيروس. وأشارت تقارير المنظّمة أنّه قد سُجل ارتفاع في نسبة وفيات فئة الأحداث المتعلّقة بالمرض بنسبة 50 بالمائة بين عامي 2005 و2013، في حين عرفت نسبة وفيات ذات الصّلة بالمرض لدى باقي فئات المجتمع انخفاضا بنسبة 30 بالمائة. وعلى سبيل المقارنة، أشارت تقارير الصحّة العالمية لسنة 2012 إلى أنّ 35.3 مليون شخص في العالم يعيشون بفيروس نقص المناعة المكتسبة السيدا، وأنّ 2.1 مليون مراهق في العالم يعيشون به وأنّ 9.7 مليون شخص في العالم يحملون الفيروس. وحسب تقارير منظّمة اليونيسف، تعدّ فئة المراهقين والأطفال (بين سن 10 و24 سنة)، الأكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس السيدا، لاسيما في البلدان الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية، أين تعرف المراهقات بالتّحديد نسبة عدوى أعلى مقارنة بالذكور. ويعتبر المراهقون الذين ينحدرون من أوساط تطغى فيها العدوى بفيروس السيدا في هذه المنطق، أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى خلال المعاشرة الجنسية أو خلال تعاطيهم للمخدرات بواسطة الحقن. وبهذا الشأن، طالب ميشال سيدي بيه، المدير التّنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ السيدا، في كلمة ألقاها بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة خلال شهر أوت الماضي، شباب العالم باستغلال إبداعهم في التصدّي للدّاء والمطالبة بحقهم في العلاج، والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على مجرى حياتهم بصفتهم عاملا فاعلا في التغيير، ودعا إلى فتح قناة للحوار بين شباب العالم للتّشاور وتوحيد الصفوف مقاومة الداء، مذكرا في نفس الوقت أنّ 4.5 مليون شاب يعيشون بفيروس السّيدا وأنّ ما لا يقل عن 2000 شاب يصابون يوميا بعدوى الفيروس. عشرة أهداف للقضاء على السيدا مطلع 2015 وضعت الصحّة العالمية عشرة أهداف تسعى من خلال بلوغها إلى الاستفاقة مع مطلع سنة 2015 على خبر “القضاء على السيدا قضاءً مبرماً كي لا يتسبب في حالات عدوى جديدة ولا وفيات”، تمثلت في تخفيض انتقال الفيروس عن طريق المعاشرة الجنسية بمقدار النّصف، بما في ذلك فئة المثليين، والقضاء على الانتقال الرأسي للفيروس، (ويقصد به انتقال فيروس السيدا من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة أو الرضاعة) ونقل الدّم الملوّث أو مكوّناته، إلى جانب تخفيض وفيات النّفاس المتّصلة بالسّيدا إلى النّصف، والوقاية لغرض تفادي وقوع عدوى جديدة بالفيروس بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدّرات، وضمان فرص العلاج بمضادات الفيروسات لكافّة المصابين بفيروس السيدا في جميع أنحاء العالم، فضلا عن تخفيض الوفيات النّاجمة عن السلّ إلى النّصف في أوساط المصابين بفيروس السّيدا، وأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين يعيشون بفيروس السّيدا، والأسر المتأثّرة به في جميع الاستراتيجيات الوطنية للحماية الاجتماعية الوطنية، وضمان الدّعم وفرص خدمات الرّعاية الصحية الأساسية لهم، وكذا تخفيض عدد البلدان التي تعتمد ممارسات وقوانين عقابية تجاه العدوى بفيروس السّيدا والتي تعوق الاستجابة الفعالة بمقدار النّصف، وإلغاء قيود الإقامة والتنقّل المفروضة على المصابين بالفيروس، إلى جانب الاستجابة لاحتياجات النّساء والفتيات المصابات بالفيروس في جميع الحملات الوطنية لمكافحة الفيروس، وعدم التّسامح إطلاقا مع العنف. في اليوم العالمي لمكافحة السيدا المجموعة الدّولية تركّز نشاطها على صحّة الأم والوليد تُحيي منظّمة الصحّة العالمية اليوم بمعية كافة الشعوب، اليوم العالمي لمكافحة داء نقص المناعة المكتسب (السيدا)، والذي يعدّ فرصة سانحة لكافة الحكومات والتّنظيمات النّاشطة في مجال الصحّة، للتوعية بمخاطر الدّاء، وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي له، والسّعي لتغيير النّظرة السلبية للمجتمع نحو الأشخاص المصابين به، والتشجيع على إحراز تقدّم في الوقاية منه وعلاج مرضاه ورعايتهم. ويشكّل الحد من انتشار مرض السيدا أحد الأهداف الإنمائية الثمانية، إلى جانب إنهاء الفقر لمدقع وتوفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال التي تطمح منظّمة الصحّة العالمية إلى تحقيقها مع حلول عام 2015. ويتمّ إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء السّيدا منذ عام 2011 وإلى غاية 2015، بنفس الرّجاء ونفس الأمل “القضاء على السيدا قضاءً مبرماً فلا يتسبب في عدوى جديدة ولا تمييز ولا وفيات”، وهو ما يعكس رغبة منظّمة الصحّة العالمية في التخلص نهائيا من هذا الوباء الذي أودى بحياة ملايين الأشخاص منذ اكتشاف أولى حالته بالولايات المتّحدة في صائفة سنة 1981، من خلال سعيها لإتاحة المزيد من خدمات العلاج للجميع؛ وحثّها الحكومات لاسيما الإفريقية منها، على اتّخاذ إجراءات فورية والوفاء بالوعود التي قطعتها في إعلان “أبوجا” والسّعي على الأقلّ، إلى بلوغ الأهداف المرجوّة بشأن الإنفاق المحلي على الصحّة، وضمان خدمات مكافحة الفيروس دعماً لحقوق الإنسان وسعيا لتحقيق أعلى مستوى ممكن من الرّعاية الصحّية للجميع. وركّزت جهود الحملة العالمية لمكافحة داء السّيدا هذه السّنة على صحّة الأم والوليد والأطفال والمراهقين، حيث عُقد في مدينة جوهانسبرج (جمهورية جنوب أفريقيا)، خلال شهر أوت المنصرم، مؤتمر دولي حول صحّة الأم والوليد والطفل في قارة إفريقيا، باعتبارها أعظم الخاسرين في المعركة ضدّ الداء، وأكبر المتضررين من تبعاته، لبحث سبل ووسائل خفض معدلات وفيات وعدوى الأمهات والأطفال في القارة، والسّعي قُدما للاستفادة من المكاسب التي حققتها القارّة، ووضع استراتيجية عملية تعتمد على السعي لوضع حد لمعاناة الأمهات جراء المآسي والأحزان اللائي يتكبّدنها خلال فقدانهن أطفالهن، إضافة إلى آلام المخاض والولادة التي تتم هي غالب الأحيان في ظروف مزرية.