نظم فضاء صدى الأقلام، أول أمس ،بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة، تأبينية للشاعر المصري الراحل مؤخرا أحمد فؤاد نجم، حيث استهل الحدث بوقوف الجمهور دقيقة صمت على روح فقيد الشعر الثوري الملتزم، ليتم بعدها عرض شريط مصور عن زيارة نجم الأخيرة للجزائر سنة 2009، وبين الشريط الاحتفاء الجماهيري الكبير بالشاعر على مدار أيام إقامته، وتحلق الأدباء والشعراء الشعبيون الشباب حوله، وتواصلت التأبينية بعزف وغناء الفنان أحمد فؤاد ومان لباقة من أجمل أشعار أحمد فؤاد نجم، التي أداها رفيق دربه الشيخ إمام، حيث شذى الفنان برائعة ”إذا الشمس غربت” ليتبعها بمقطوعة ”أهيم شوقا”، لتدعو بعدها الإعلامية والشاعرة لميس سعيدي مجموعة ممن عايشوا الفقيد ليلقوا كلمة بالمناسبة، حيث تداول على المنصة كل من الدكتور أمين الزاوي، والروائيين محمد ساري، وأحمد حمدي، والذين اشتركوا في معايشتهم للفقيد وحبهم واحترامهم له. أمين الزاوي: تعلمنا من نجم الصدق في تطبيق المبادئ تحدث الدكتور أمين الزاوي في مداخلته عن تأثره وهو طالب يدرس بالجامعة بشعر أحمد فؤاد نجم، الذي ارتبط بصوت وغناء الشيخ إمام الملتزم، حيث كان يقبل رفقة زملائه على اقتناء أشرطته بدمشق من المكتبة الوحيدة التي كان مسموحا لها أن تبيع أعمال هذا المبدع، كما تحدث عن لقائه بنجم خلال زيارته الأولى إلى الجزائر، حيث طلب فور وصوله لقاء الأديب كاتب ياسين، وأشار الزاوي إلى الانسجام الذي عرفه اللقاء على الرغم من اختلاف اللغة بين المبدعين، إلا أن حملهما لقضية إنسانية مشحونة بالقيم والمبادئ جعلهما يلتقيان في مسار واحد، كما أشار الزاوي إلى لقائه بزوجة الشاعر السابقة الفنانة عزة بلبع، والتي أكدت له خلال الحوار الذي أجراه معها أن نجم يعيش المبادئ التي يكتبها حيث لم تلاحظ أبدا اختلافا بين ما يقول، وما يفعل، وأكدت أنه عاش مدافعا عن الحرية والاستقلالية. محمد ساري: أحمد فؤاد نجم ومنديلا رمز واحد للنضال الإنساني أبدى الروائي محمد ساري تأثره العميق بفقدان الساحة الأدبية لاسم كبير كأحمد فؤاد نجم، حيث أشاد بخصال الشاعر الشهم، والمتواضع الذي عرفه عن قرب عندما رفض نفيه إلى فرنسا مفضلا عليها الجزائر، التي أقام فيها لسنوات، واحتك بشعبها الذي بادله الحب والاحترام حيث استقبلته الأوساط الجامعية المتشبعة بالأفكار الثورية آنذاك بصدر رحب وتم تنظيم أمسيات شعرية على شرفه، كما افتتحت معه نقاشات مطولة، مما كون وعيا ثوريا لدى جيل بأكمله وساعده على تعلم مسؤولية الكلمة ومعاني الإنسانية، من خلال نجم الذي كان يستخف بالأوضاع ويقف فوق قوة الظلم، والعذاب وشبه ساري نجم بالراحل مؤخرا الزعيم الإفريقي نيلسون منديلا حيث كان كلاهما رمزا للنضال الإنساني من أجل الحرية. الروائي أحمد حمدي: نجم عشق الجزائر والسكوت في تأبينيته خيانة أشار الروائي أحمد حمدي في مداخلته إلى العلاقة الوثيقة التي ربطت نجم بالجزائر وبالشعب الجزائري خصوصا، حيث أعجب بالجزائريين وعشقهم وعاش بينهم كواحد منهم وعن ذكرياته عن الراحل قال حمدي أنه كان يتردد طوال إقامته وبشكل يومي على اتحاد الكتاب الجزائريين، فكان له بمقره صولات وجولات، كما كان يحيي العديد من السهرات والندوات في مناطق مختلفة من الوطن، حيث لم يكن يتوانى عن التعبير في كل مناسبة عن شعوره العميق تجاه الجزائر وشعبها، ما يجعل السكوت في تأبينيته خيانة، هذا واختتمت تأبينية الشاعر بإلقاء قصيدة عن المناسبة للشاعر الجزائري إسماعيل غربي. حنان بوخلالة
في أمسية مزجت بين الشعر والمسرح جمعية ”دزاير الخير” تؤبن شاعر العامية الراحل أحمد فؤاد نجم نظمت، أول أمس، جمعية دزاير الخير لمدينة برج منايل، ندوة أبنت خلالها الشاعر المصري الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، بحضور الشاعر الشعبي الجزائري توفيق ومان الذي أبى إلا أن يترك بصمته مقدما قصائد تحمل روح ”الفاجومي”، نقل خلالها أحاسيسه عن الراحل سفير الفقراء. التأبينية التي احتضنها المركز الثقافي ببرج منايل ببومرداس، جاءت بمبادرة من الأمين العام للجمعية الإعلامي فيصل شيباني، الذي أكد على أن هذه المبادرة تأتي لتسليط الضوء على شاعر المظلومين وعاشق الجزائر أحمد فؤاد نجم، وقد كان اللقاء الذي شهد حضور جمع غفير من مثقفي وأبناء المنطقة، تفاعل مع قصائد وكلمات الشاعر الشعبي توفيق ومان الذي أمتعهم بما جادت به قريحته الشعرية من روائع، ما قاله الراحل في السياسة وفي الشعر الساخر، الذي تميز به أحمد فؤاد نجم، حيث استطاع أن ينقلهم إلى عالم من الأحاسيس الملونة بالحزن والحسرة على فقدان الرجل وشاعر ”العامية”، الذي أحبه المصريون والعرب جميعا، وعشقوا شعره النضالي الواقف في صف المظلومين والمضطهدين، حيث لم ينس ومان وقفات ”الفاجومي” مع المبدعين الجزائريين ودون استثناء، هذا وتخلل الأمسية تنشيط رضا جودي لمونولغ بعنوان ”واش نحكي واش نقول” يروي فيه بقالب ساخر قصة شاب جزائري ومعاناته في الحياة.