في وقت شرعت أحزاب سياسية ومنظمات داعمة لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، في حشد التأييد لإنجاح المسعى، يتردد في محيط ضيق لشخصيات سياسية ما يفيد بأن الرئيس سوف لن يترشح لكنه سيدعم مرشحا لخلافته. موازاة مع ذلك، تتنامى حالة الانتظار المشبع بالضبابية و لغموض، حيال المستقبل الانتخابي القريب وما إذا كان الرئيس سيعلن ترشحه أم لا، في ظل تشكيك، عدد من الأحزاب المعارضة، في قدرة الرئيس على مواصلة مهامه في الحكم، قياسا بما ذكره، نهاية الأسبوع، عبد المجيد مناصرة، رئيس"جبهة التغيير"، أن الرئيس بوتفليقة "لا يمكنه الاستمرار في الحكم لأن من يريد السباق إلى المرادية يتسابق برجيله وعقله"، وذلك في رده على رئيس "الجبهة الشعبية" عمارة بن يونس، الذي أكد في قناة تلفزيونية فرنسية قبل أسبوع، انه من غير المنطقي أن نقطع الطريق أمام ترشح الرئيس لولاية رابعة لكونه مريض ولا يستطيع النهوض من الكرسي" وان " قيادة البلاد تتطلب عقلا سليما وليس رجلين سليمتين". وتدفع أحزاب سياسية وجمعيات مدنية، إلى ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، رغم مرضه، وتشكيك البعض بعدم قدرته على مواصلة مهامه الدستورية، مثلما كان أعلن كل حزب "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي" ثاني قوة سياسية في البلاد، عن دعمهما ترشح الرئيس، كما دعم المسعى، كل من "تجمع أمل الجزائر" لعمار غول و"الجبهة الشعبية الجزائرية"لعمارة بن يونس. بينما تشكل هذه الأحزاب "حصان طروادة" لضمان بقاء الرئيس بوتفليقة في الحكم، حتى وان لم يعلن رغبته في الترشح، لكن هذه الأحزاب بالإضافة إلى منظمات مدنية، بدأت في حشد التأييد الشعبي لمطالبة الرئيس بتقديم نفسه مرشحا من جديد. نقيض ذلك تناشد أحزابا وجمعيات كثيرة الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، علي بن فليس للترشح للانتخابات الرئاسية، وهو الذي خسر الرهان، لما كان منافسا شرسا للرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية لافريل 2004 ، التي فاز بها بوتفليقة وحل هو في المرتبة الثانية بعده في سباق شارك فيه ستة مترشحين. ويختلف ذلك الوضع عن الوضع الراهن، ففي مقابل اللغط السياسي المحيط بموقف الرئيس بوتفليقة الذي تولى الحكم، افريل 1999، تفتقد الساحة الانتخابية لمترشحين من أوزان ثقيلة يمكنهم أحداث الفارق في حال أعلن بوتفليقة ترشحه لولاية رابعة، ولحد الآن، لم يعلن ترشحه سوى رئيس الحكومة الأسبق، احمد بن بيتور، الذي يسعى إلى حشد التأييد للموعد الرئاسي المقبل. وما زاد من حدة الترقب حيال الوضع عدم وجود مترشحين من أوزان ثقيلة، قبيل ستة أشهر عن موعد الانتخابات، وهو ما سجله الوزير الأسبق للاتصال، عبد العزيز رحابي، الذي رجح أن يدعم الرئيس بوتفليقة خليفة له بدلا من ترشحه هو بالذات، ويعتبر رحابي ان التغييرات التي أجراها الرئيس على مؤسسة الجيش والتعديل الحكومي الأخير الذي كان على مقاس الانتخابات، لا يعني أن الرئيس سيترشح لعهدة رابعة، بل ليؤكد هيمنته على مفاصل الحكم، على أن من يدعمون الرئيس حاليا، "يبتغون حماية مصالحهم الشخصية".