"الائتلاف المعارض يتحمّل مسؤولية معاناة اللاجئين في بيروت" يبدو أن شتاء هذه السنة قرر الدخول بقوة على دول الشرق الأوسط ليزيد المناخ القارص من معاناة اللاجئين السوريين المشتّتين في دول الجوار من الأردن، أنقرةولبنان، لكن وضع النازحين السوريين في بيروت أكثر تأزما وخطورة في ظل غياب أدنى شروط العيش وغياب المخيمات التي تقي ضحايا الحرب وفي مقدمتهم الأطفال والنساء من لسعات القّر الذي أودى بحياة البراءة التي عجزت عن مقاومته فاستسلمت أجسادها الهزيلة للموت المحتّم. يعيش اللاجؤون السوريون الذين اختاروا لبنان ملاذا لهم هربا من خراب الحرب وبطش القتال فيها أوضاعا صعبة، حيث أكد خالد المصطفى رئيس شؤون اللاجئين السوريين بلبنان في اتصال مع ”الفجر” الوضعية المزرية التي يعيشها السوريون الفارين من خراب الحرب والمقدر عددهم بأزيد من 900 ألف لاجئ في لبنان الذي لم يسمح بإقامة مخيمات لهم، في ظل الجهود الإنسانية الضئيلة التي لا تلبي متطلباتهم، خاصة بعد تقليص كل من قطر، السعودية والإمارات حجم مساعداتها من جهة ووقف الأممالمتحدة مساعداتها عن قرابة 50 % من للاجئين من جهة أخرى، مشيرا إلى سقوط ضحايا من الأطفال جراء العاصفة في ظل غياب التدفئة، وحمل رئيس مكب اللاجئين السوريين في لبنان الائتلاف السوري المعارض مسؤولية ما يعيشه أبناء دمشق الهاربين من ويلات الدمار قائلا ”لقد تقاعس الائتلاف السوري المعارض عن أداء دوره الفعال في التكفّل بشؤون اللاجئين في لبنان على الرغم من إدراكه التام للصعوبات الجمة التي يعرفها هؤلاء في هذا البلد الذي لم يسمح حتى بإقامة مخيمات تأويهم على أراضيه”، وأضاف المتحدث أن العاصفة التي أسقت الثلوج أسقطت بدورها الأقنعة المزيفة عن الكثير من الجمعيات والمنظمات الإنسانية التي تتباهى بشعاراتها الواهية في خدمة الإنسانية. وأشار المصطفى إلى أنه وعلى الرغم من استفادة بعض اللاجئين من الخيام إلا أنها لا تستطيع الوقوف في وجه العاصفة الثلجية مع الغياب التام للتدفئة، خاصة في المناطق الأكثر برودة على غرار مدينتا البقاع وعرسال هذه الأخيرة التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين في لبنان، واللذين تزايد عددهم خلال الشهر الأخير ب 40 إلى 50 ألف لاجئ عقب أحداث القلمون. وأوضح المتحدث أن ظروف السوريين اللاجئين في لبنان أصعب من مثيلاتها في الدول المجاورة التي استضافتهم بدورها، فبالإضافة إلى ملفات عدة منها الصحة والأمن التي لم تجد حلا بعد، يبقى السوريون يعانون من تكاليف ارتفاع إيجار السكن الذي يصل إلى 500 دولار أمريكي للشهر وأحيانا يتجاوزه مع الدفع المسبق لإيجار 6 أشهر كاملة، الأمر الذي لا يمكن للإعانة الأممية المقدرة ب 27 دولار أمريكي للشخص المسجل، ناهيك عن مسألة اعتقال اللاجئين المتسللين إلى لبنان دون وثائق من قبل السلطات، وإجبار من استوفى مدة الإقامة دون تجديد أوراق الثبوت على دفع غرامة مالية قدرها 200 دولار أمريكي أي ما يعادل 30 ألف ليرة لبنانية. الأسد والمعارضة مطالبان بتحديد وفديهما قبل 27 ديسمبر وفي تطورات الشأن السياسي للأزمة السورية حدد المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تاريخ السابع والعشرين ديسمبر الجاري آخر أجل لكل من نظام بشار الأسد والمعارضة لتحديد وفديهما المشاركين في مفاوضات السلام المزمع عقدها شهر جانفي المقبل تحت مسمى ”جنيف 2”. وقبل موعد لقاء السلام من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية نحو 30 من الدول الكبرى ودول المنطقة وغيرها من هيئات في منتجع مونترو السويسري يوم 22 جانفي لمنح تأييدهم للمفاوضات بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه، لتبدأ وساطة الإبراهيمي في أول محادثات سورية مباشرة بجنيف بدءا من تاريخ ال23 جانفي المقبل، في انتظار تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد الاجتماع الوزاري بمونترو بدلا من جنيف بسبب حجز كل فنادق المدينة تزامنا ومعرض سنوي للساعات الفاخرة، وكانت وسائل الإعلام قد تداولت أمس الأول أنباءا عن توجيه مكتب الأخضر الإبراهيمي دعوات لحوالي 30 دولة وهيئة بما فيها العربية السعودية وإيران لحضور مؤتمر السلام الدولي”جنيف 2”، لكن الائتلاف السوري المعارض نفي الأمر، ويعول أطراف القضية والراعون لمفاوضات السلام أن ينجح المؤتمر الدولي في تحقيق الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع في المنطقة.