أكد تقرير دولي أن الفجوة في تونس تتسع على الحدود الجزائرية والليبية وسارت سهلة الاختراق، حيث تحتشد فيها الجماعات المسلحة لتخلق ”بؤرة للارهاب والتهريب”، ولولا تكثيف الجانب الجزائري قبضته عند البوابة الشرقية لكان الوضع في الجارة تونس متأزما جدا. أوضحت أمس مجموعة الأزمات الدولية ”كريزيس غروب”، أن تونس ترزح تحت وطأة أزمات سياسية متكررة بات من الواضح أنها تضرب بجذورها في تدهور الوضع الأمني على الرغم من أن الهجمات الإرهابية لا تزال منخفضة التواتر، إلا أنها تزداد عددا بشكل ينذر بالخطر، وأرجع التقرير التدهور عند الحدود التونسية إلى الفراغ الأمني الذي أعقب انتفاضة 2010-2011 ضد نظام بن علي، إضافة إلى الفوضى التي أنتجتها الحرب في ليبيا، ما يفسر إلى حد كبير الارتفاع المثير للقلق في وتيرة عمليات التهريب عبر الحدود، مشيرا إلى سلع خطيرة ومربحة أصبحت تشكل مصدرا لمخاوف عميقة، وقال إنه ”باتت المخدرات الخطيرة إضافة إلى كميات الأسلحة والمتفجرات تدخل البلاد وبشكل منتظم من ليبيا”. على نحو مماثل، فإن النصف الشمالي من الحدود التونسيةالجزائرية، بات منطقة تشهد عمليات تهريب متزايدة للحشيش والأسلحة الخفيفة، يؤكد التقرير، وأن هذه الأنشطة تزيد من قدرة الإرهابيين على التعطيل وإثارة القلاقل وترفع من حدة الفساد في أوساط السلطات الحدودية، وأوضح معدو التقرير إلى أن تبعات الثورة التونسية والحرب الليبية دفعت إلى إعادة تنظيم كارتيلات التهريب ”التجار على الحدود مع الجزائر، والقبائل على الحدود مع ليبيا”، مما يضعف سيطرة الدولة ويمهد الطريق لأنماط أكثر خطورة بكثير من التهريب. وأضاف التقرير أن الأنشطة الإجرامية والإرهاب باتا يمتزجان في ضواحي المدن الكبرى وفي القرى النائية الفقيرة في تونس، وقال إنه بمرور الوقت ستظهر مجموعات تجمع بين الإرهاب والجريمة المنظمة على الحدود، محذرا من الأسوأ من خلال التعاون بين الكارتيلات والإرهابيين، ورسم التقرير صورة سوداوية حول مستقبل السيطرة على الحدود. ونصح المصدر ممثلي سكان المناطق المحاذية لحدود تونس مع الجزائر وليبيا بإنشاء مجموعات عمل يكون هدفها التوصل إلى مقاربة إجماعية وحيادية لعملية ضبط الحدود والأمن للإسهام في منع تجدد العنف، من خلال الإجراءات الأمنية وتحسين العلاقات مع سكان المناطق الحدودية. ودعا التقرير الجزائر، وتونس وليبيا إلى تعزيز التعاون الأمني، خصوصا بإضافة معابر حدودية مشتركة ودوريات مشتركة وتشجيع تبادل المعلومات.