يبدو أن عدم معرفة فريق مانشستر سيتي الإنجليزي باللوائح قد يدفع ثمنها غاليا بما أنه يواجه اليوم عقبة قرعة دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بصرف النظر عن هوية المنافس الذي سيواجهه. وكان مانويل بليغريني المدير الفني لمانشستر سيتي قال عقب الفوز على ملعب بايرن ميونيخ الألماني حامل اللقب 2/3 يوم الثلاثاء الماضي، أنه اعتقد بأن الفوز 2/5 كفيل بأن يمنح فريقه صدارة المجموعة، لذلك فإنه لم يندفع في الأداء الهجومي بعد نجاح الفريق في تحويل تأخره بهدفين وتسجيل ثلاثة أهداف. ولكن في الواقع، فإن الفوز 2/4 على بايرن كان كافيا لصعود سيتي إلى صدارة المجموعة، وربما يدفع الفريق الإنجليزي الثمن غاليا بسبب الجهل ببواطن الأمور، رغم أنه ظهر في هذه المباراة بمستوى رائع لا يعكس احتلاله المركز الثاني في المجموعة خلف بايرن. وفي حال كان سيتي نجح في اقتناص صدارة المجموعة، كان سيلاقي شالكه أو باير ليفركوزن الألمانيين، أو ميلان الإيطالي أو جلطة سراي التركي أو زينيت سان بترسبورغ الروسي أو أولمبياكوس اليوناني في دور الستة عشر. ولكن احتلال الفريق الإنجليزي المركز الثاني في المجموعة، قد يضعه في مواجهة نارية مع ريال مدريد أو برشلونة الاسبانيين، أو ربما بوروسيا دورتموند الألماني، وصيف النسخة الماضية أو أتليتكو مدريد المتوهج وربما أيضا باريس سان جيرمان صاحب الصفقات الباهظة. ويعيش آرسنال الذي خسر أمام السيتي 6/3 أمس السبت، نفس الموقف تقريبا، حيث أنه سيلاقي أحد عمالقة كرة القدم الذين سبق الإشارة إليهم باستثناء دورتموند، مع إمكانية أن يصطدم بالمارد الألماني بايرن ميونيخ. يذكر أن آرسنال والسيتي هما الفريقان الوحيدان اللذان نجحا في الفوز على البايرن في دوري الأبطال في عام 2013 في ألمانيا، وفي سبيل الصعود إلى منصة التتويج يتحتم على أحد الفريقين عاجلا أم آجلا أن يتجاوز العقبة الأصعب في البطولة القارية. ولكن بإلقاء نظرة عامة على الفرق، نجد أنه نادرا ما يحدث اختلاف جوهري حول مصير الفريق الذي يتصدر، أو يحل ثانيا في دور المجموعات. وحلت فرق ريال مدريد، برشلونة، أتليتكو مدريد، بايرن، دورتموند، مانشستر يونايتد، تشيلسي وباريس سان جيرمان على رؤوس مجموعات، في حين جاءت فرق سيتي، آرسنال، شالكه، ليفركوزن، ميلان، جلطة سراي وأولمبياكوس، تلتقي الفرق التي احتلت رؤوس المجموعات مع الفرق صاحبة المركز الثاني في دور المجموعات، على أن يخوض الفريق متصدر مجموعته مباراة الإياب لدور الستة عشر على ملعبه، علما بأن الفريقين اللذين التقيا في دور المجموعات لا يمكن أن يلتقيا مرة أخرى في دور الستة عشر، كما أن الفرق التي تلعب في نفس الدوري يتم تجنيبهم بعضها البعض في دور الستة عشر، مما يضع آرسنال والسيتي وفرق أخرى في مواجهات صعبة قد تصفع بهم من البطولة. وقال جيمس ميلنر نجم مانشستر سيتي ”بالتأكيد سنحصل على قرعة صعبة، بما أننا جئنا في المركز الثاني، ولكن حقيقة أننا استطعنا الذهاب إلى بايرن والفوز هناك تتحدث كثيرا عن الإمكانيات التي يمتلكها الفريق”. ومن جانبه، أوضح جيفرسون فارفان نجم شالكه أنه ”ليس من المهم من سنلاقي سواء برشلونة أو ريال مدريد أو أتليتكو أو مانشستر أو باريس سان جيرمان، ولكن ”ينبغي أن نفوز بصرف النظر عن هوية المنافس. وعلى النقيض تماما، فإن مانشستر يونايتد كان يدرك تماما أهمية تصدر مجموعته حيث وصف نجما خط الوسط فيل جونز وتوم كليفرلي احتلال الفريق صدارة المجموعة بالتفوق على شاختار دونيتسك بالمهمة الهائلة، في حين وصفه المهاجم الدولي واين روني بأنه الإنجاز الأكثر أهمية الذي حققه الفريق. ولكن جميع الفرق تواجه 180 دقيقة صعبة في سبيل التأهل إلى دور الثمانية، ونموذج بايرن ميونيخ يشير إلى إمكانية وجود الكثير من العوائق. لن يفضل بايرن ميونيخ الذهاب للعب في ثلوج روسيا أمام زينيت سان بترسبورغ في شهر فبراير، كما أنه بكل تأكيد يتذكر تماما أن هذا الفريق هو الذي أطاح به برباعية نظيف في المربع الذهبي لكأس الاتحاد الأوروبي في 2008.