نظم المعهد العالي العربي للترجمة أمس محاضرة استضاف فيها مجموعة من أعلام الترجمة في الوطن العربي، على غرار الدكتورة إنعام بيوض من الجزائر، وسالم الراشد مستشار الأليسكو بتونس، بالإضافة إلى الدكتورة مهاجية بوشنتوف والدكتور محمد عبده، وتطرقت الندوة إلى مناقشة موضوع ”الترجمة ومجالاتها الملحقة: مكانة اللغة العربية اليوم”، حيث استهلت المحاضرة بمداخلة للدكتورة أنعام بيوض تحدثت خلالها عن الملتقى والمواضيع التي سيعالجها والتي جعل من التخصصات المتصلة باللغات والترجمة موضوعا ليومه الأول. وعلى مدى ثلاثة أيام فعّاليات الملتقى العلمي والثقافي الدّولي حول ”التّرجمة ومكانة اللّغة العربية”، الذي يشارك فيه مترجمون ولغويون وأساتذة جامعيون من مختلف دول العالم، سيناقش هؤلاء ضمن التظاهرة التي يشرف على تنظيمها المعهد العربي العالي للتّرجمة، التاّبع للجامعة العربية، واقع ومستقبل الترجمة في الوطن العربي، ومدى اهتمام الجهات المسؤولة برفع مستوى التّرجمة والمترجمين، من خلال دورات تدريبية من شأنها إضافة المزيد من المعارف، ويعرض أساتذة ولغويون قدموا من دول عربية وأجنبية تجارب كل دولة في مجال الترجمة، كما سيعكف الباحثون خلال هذا الملتقى على دراسة سبل ووسائل ترقية وتعميم استعمال اللغة العربية في مختلف جوانب الحياة والسعي لإزالة العراقيل التي تقف حائلا دون تمكين هذه اللغة العريقة من اجتياز حدودها الجغرافية لتصبح لغة عالمية، يتم تداولها في كافة المحافل الدولية. وفي سياق متصل، يشارك في هذا اللقاء وفد من الخبراء الصينيين، ويضم الوفد ثلاثة أساتذة متخصصين في تعليم اللغة العربية ودراستها، وهم الأستاذ ”فو جي مينغ” رئيس قسم اللغة والثقافة العربية بجامعة بكين والأستاذ ”تشانغ هونغ” الرئيس السابق لقسم اللغة العربية في جامعة اللغات الأجنبية ببكين والأستاذ ”لوه لين” رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اللغة والثقافة ببكين، وعشية توجه الفوج إلى الجزائر، صرح الأستاذ فو جي مينغ لوكالة أنباء ”شينخوا”: ”يسعدنا للغاية اغتنام هذه الفرصة الثمينة لتبادل الخبرات بشأن دراسة اللغة العربية مع زملائنا من أنحاء العالم، والاستفادة من بعضنا البعض”، ومن جانبه ذكر الأستاذ ”تشانغ هونغ” أن الجامعات الصينية التي فتحت أقساما متخصصة في تعليم اللغة العربية ودراستها ازدادت بسرعة خاطفة خلال السنوات الأخيرة، قائلا: ”أتوقّع أن يصل عدد الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، التي تقبل طلابا لتعلم اللغة العربية وتمنحهم شهادات معترف بها أو غير معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم الصينية، أتوقع أن يصل إلى زهاء خمسين أو ستين”، ويتفق الخبراء على أن هذا الملتقى سيسهم دون شك في تعزيز الترابط الثقافي والأدبي بين الصين والبلدان العربية، وأن مشاركة الخبراء الصينيين فيه تثبت للعرب أن الصينيين المتخصصين في اللغة العربية لا يتوقفون أبدا عن دراسة هذه اللغة العريقة. يذكر أنّ جامعة الدول العربية قد دعت إلى ضرورة تكاتف الجهود العربية من أجل إطلاق المشروع العربي لحماية اللغة العربية وتمكينها من الإسهام في مجتمع المعرفة بمشاركة جميع المؤسسات والقطاعات في الدول العربية، سواء الحكومية أو القطاعين العمومي والخاص. ومن جانبها أطلقت مؤسسة الفكر العربي عدة مشاريع في هذا الاتجاه، منها مبادرة ”للنهوض بلغتنا”، استشعارا منها بكثرة المخاطر التي تهدد لغة الضاد، ومشروعها النّوعي للترجمة بعنوان ”حضارة واحدة”، وهو مشروع للترجمة من الّلغات الأجنبيّة إلى العربيّة والعكس، لغرض الاطّلاع على كلّ ثقافات العالم وعلى فكر مختلف الحضارات وإبداعاتها، ونشر الثقافة العربية في الخارج، والتركيز على نوعية معّينة من المؤلفات البحثية والإبداعات الأجنبية في مجال الفكر التنموي، والرصد المستمرّ للمؤلفات البحثية والإبداعات الأجنبية في مجال الفكر التنموي، تلبيةً لضرورات الترجمة النوعيّة، وليس الترجمة الكمّية.