انطلق أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا الملتقى الدولي «الترجمة والمجالات ذات الصلة، مكانة اللغة العربية اليوم»، والذي يهدف إلى حث المشاركين على التفكير في سبل تنشيط اللغة العربية، من خلال تعليمها والترجمة منها وإليها، في إطار الارتقاء بلغة القرآن الكريم، ومواكبتها لمختلف لغات العالم. الملتقى وعلى مدار 03 أيام، يتناول مجموعة من المحاور القيمة، والتي يثريها نخبة من أساتذة اللغة والترجمة من مختلف الدول العربية والأوروبية، حيث تقول مديرة المعهد العالي العربي للترجمة إنعام بيوض بأن الملتقى يكتسي أهمية بالغة للموقع الذي تحتله هذه الأخيرة ضمن الخريطة اللغوية العالمية، مشيرة إلى أن اللغة كانت وما تزال أهم وسيلة للتواصل ورافدا ثقافيا يشكل حلقة وصل بين الثقافات والأمم. وأضافت بأن الهدف من الملتقى هو تبادل الخبرات بين مختلف الوفود المشاركة، وتسليط الضوء على مكانتها وآفاقها المستقبلية، على اعتبار أن اللحاق بركب الحضارة تقول مرتبط بتطور لغة الضاد، وإيماننا بعظمتها، والأهم من ذلك أن نؤمن لها شروط عضويتها في نادي تعدد اللغات العالمي الذي أفرزته النزعة المتنامية نحو تبني العولمة كنهج حضاري مسيطر. كما دعت إنعام بيوض في ذات السياق إلى ضرورة تحديث أساليب تدريس اللغة العربية، عن طريق وضع مناهج فعالة تستند على برامج ومحتويات محفزة، فضلا عن استحداث طرق تسيير قواعد اللغة العربية وتحصر القواعد التي يمكن استغلالها في إنشاء موارد لغوية. ليفتح بعدها المجال للمشاركين لتقديم أرائهم بخصوص اللغة العربية، حيث استعرض عضو مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل، عبد الرحمن اللحيدان دور مركز الملك عبد الله في خدمة اللغة العربية، ليقين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أهمية العناية بها والمحافظة عليها، وهو ما دفع به إلى إصدار أمره السامي رقم 7231، القاضي بالموافقة على إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، حيث يعمل على نشر الدراسات الخاصة باللغة العربية، فضلا عن التنسيق والتفاعل مع جميع المراكز المهتمة بلغة الضاد، وتقديم خدمات للمجتمع في رفع الوعي اللغوي ووضع خطة استراتيجية له، ناهيك عن إصدار تقرير سنوي عن وضع اللغة العربية في عالمنا العربي. كما يشهد الملتقى مشاركة وفد صينى يضم 3 أساتذة جامعيين وأكاديميين متخصصين في اللغة العربية، حيث وصف الوفد المشارك في الملتقى بأنها فرصة ثمينة لتبادل الخبرات بشأن دراسة اللغة العربية والاستفادة من الخبرات المشتركة، مشيرين إلى أن الصين والدول العربية تهتم الآن بأعمال الترجمة من الصينية للعربية والعكس.