كثفت الآلة الدبلوماسية الدولية من خرجاتها للجزائر، فبعد فرنسا جاء دور قطروالصين، في انتظار زيارة أمريكية قريبا، وتشير الخرجات المكثفة مقابل خرجتين للدبلوماسية الجزائرية لدول الساحل الإفريقي وباريس، أن العديد من الدول تسعى للحصول على ضمانات للحفاظ على مصالحها بالجزائر لفترة ما بعد 2014، خاصة وأن الكثير من الدول لينت مواقفها تجاه عديد الملفات، منها الموقف الفرنسي الإيجابي من الصحراء الغربية، وكذا دعم قطر للجزائر فيما يخص إصلاح الجامعة العربية. في الوقت الذي تقترب فيه الجزائر من الحسم في رئيسها المقبل، تتوالى زيارات رسمية على أعلى مستويات للجزائر، منها زيارة الوزير الأول الفرنسي، وبعدها وزير الخارجية القطري، ونظيره الصيني، في انتظار زيارة كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، مقابل خرجة واحدة لوزير الخارجية رمطان لعمارة إلى دول الساحل الإفريقي، ومشاركة الوزير الأول عبد المالك سلال، على رأس وفد هام في قمة فرنسا - إفريقيا منذ أسابيع. سارعت فرنسا إلى إيفاد وزيرها الأول مارك آيرولت إلى الجزائر، في زيارة تمكنت فيها فرنسا من الإبقاء على كعكتها الاقتصادية، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها منذ 2009، ما يشير إلى أن باريس سعت للحفاظ على مصالحها بالجزائر بعد 2014، ولم تكن زيارة ايرولت للجزائر اقتصادية فقط، بل سياسية أيضا، حيث أشاد الوزير الأول الفرنسي بالاطلاع الكبير للأوضاع والأحداث والملفات من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يتكلم إلى غاية كتابة هذه الأسطر عن موقفه من الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم تعالي الأصوات التي ترشحه لموعد 2014، ورغبة منها في الحفاظ على مصالحها الاستراتجية بالجزائر، أفصحت فرنسا عن جديدها فيما يتعلق بملف الصحراء الغربية، حيث تضمن التصريح المشترك أن ” فرنسا تساند تسوية أممية للنزاع بالصحراء الغربية”. وتبعت زيارة الوزير الأول الفرنسي، زيارة وزير الشؤون الخارجية القطري، حتى وإن كانت هذه الزيارة تسعى من ورائها الدوحة للحفاظ على مصالحها ما بعد 2014، غير أن الجزائر تمكنت من خلالها ترويض دولة قطر في العديد من الملفات، كإصلاح الجامعة العربية ومواقف متصلة بما يعرف ”الربيع العربي”، وهي الأحداث التي لعبت فيها قطر دورا أساسيا وسط معارضة الجزائر. ويصل الجزائر وزير الشؤون الخارجية الصيني، بما يؤكد أن الصين هي الأخرى مهتمة بمعرفة ما يجري في الجزائر بخصوص الانتخابات الرئاسية القادمة، حتى تضمن مصالحها الاقتصادية الواسعة بالمنطقة. ومن المنتظر أن يحل أيضا كاتب الدولة للخارجية الأمريكية جون كيري، بالجزائر، بعد تأجيلها بسبب ارتباطات المسؤول الأمريكي بمواعيد دولية هامة كالملف الإيراني النووي، ويبدو أن خرجة كيري إلى الجزائر لها صلة برغبة الولاياتالمتحدة في معرفة ما يدور بالجزائر، التي تعتبرها من أبرز الشركاء.