أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن مواقف الجزائر إزاء قضية الصحراء الغربية «ثابتة و صارمة». و أوضح لعمامرة خلال ندوة صحفية نشطها مع وزير الاتصال عبد القادر مساهل أن «مواقف الجزائر ثابتة و صارمة و نحن نميز بوضوح بين مسألة الصحراء الغربية التي تندرج في إطار تصفية الاستعمار وهي على طاولة الأممالمتحدة و بين علاقاتنا الثنائية مع المغرب» كما أكد أنه في العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية «هناك اتفاقات و قواعد سير مكتوبة أو ضمنية سواء كانت خاضعة للقانون أو لتاريخنا المشترك لا يجب انتهاكها». وفضل الجزائر، عبر مسؤول الدبلوماسية رمطان لعمامرة، الترفع عن خطاب العاهل المغربي محمد السادس «المعادي» للجزائر، و اعتبراه لاحدثا، حيث أعلن أن الجزائر لها مواقفها المبدئية وهيبتها الدولية، والقدرة الكافية للدفاع عن مصالحها ضد كل من يحاول التطاول عليها»، مضيفا أن السمعة التي تحظى بها الجزائر لدى المجموعة الدولية بحكم احترامها للقانون الدولي وحقوق الانسان تغنيها عن الرد على مثل هذه الحملات. و بخصوص اقتحام القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء و نزع العلم، قال لعمامرة «لا نتهم جهة أو مؤسسة أو سلطة مغربية معينة بالضلوع في إهانة علمنا الوطني، ولكن على المملكة تحمل مسؤوليتها»، مشيرا إلى أن الاتصالات مع حكومة الرباط لا تزال جارية عبر القنوات الدبلوماسية بغرض دفعها إلى التحقيق في القضية، مضيفا أن من حق الجزائر معرفة الجهة المتورطة في هذا الفعل الذي يدوس على الأعراف والقوانين الدبلوماسية الدولية، لأن القنصلية جزء من سيادتها ولا يتعين للدولة الواقعة على أرضها الاعتداء عليها. وبخصوص زيارة كيري التي تم تأجيلها إلى موعد لاحق، أوضح المتحدث أن وزير خارجية أمريكا اتصل به شخصيا للاعتذار وشرح دواعي تأجيل الزيارة، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين قوية، حيث تعتبر الجزائر الشريك الاقتصادي الأول لأمريكا في المنطقة، وتفوق حجم المبادلات الاقتصادية بين الجزائر وواشنطن أكبر من التبادلات الاقتصادية الأمريكية مع كافة دول شمال افريقيا مجتمعة، ولا يقتصر التقارب على الجانب الاقتصادي فقط، إذ اعتبر لعمامرة أن أمريكا تعطي وزنا ثقيلا للجزائر على الأصعدة السياسية الاقتصادية والأمنية، وتأخذ مواقفها بعين الاعتبار كما تطلب أراءها في عديد القضايا والملفات الهامة بالمنطقة، بما فيها القضايا الاستراتيجية في حوض البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل وإفريقيا.