كيري في الجزائر للتباحث حول الرئاسيات أوضحت باريس في تقرير أعده البرلمان الفرنسي أن الوضع السياسي في الجزائر غامض وتشوبه الضبابية، واعتبرت أن سنة 2014 واقع مجهول لا يمكن تحديد معالمه بوضوح. وأرجع التقرير الأمر ”لتعقد النظام الجزائري وطبيعته ونمط عمله وحركيته”، مستبعدا أن يتقدم بوتفليقة لعهدة أخرى بسبب المرض، وأن يتم تنظيم أية انتخابات رئاسية مسبقة. تناول تقرير برلماني فرنسي أعد بعد لقاءات مع مسؤولين وسياسيين جزائريين، المحيط السياسي الجزائري والضبابية التي تلف التحضير للرئاسيات. وأخذ الملف الصحي لرئيس الجمهورية حيزا من تحليلات معدي التقرير، الذين أقروا بابتعاد الممارسات عن الأطر المؤسساتية بشكل يجعل مهمة تحديد الأوضاع صعبة أكثر ومعقدة إلى حد ما. وأضافوا أن تلك الوضعية أو التشخيص تجعل مهمة تحديد توقعات سنة 2014 أمرا غير سهل وبعيد عن الدقة. وذكّر التقرير بالأصوات التي دعت إلى التقيد بالمزيد من الحيطة، مشيرا إلى الخصوصية التي ميزت سنة 2013 وأهم التطورات التي حصلت على الصعيد السياسي، واستبعد تقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة أخرى، بسبب المرض الذي يبقيه بعيدا عن قلب الأحداث الوطنية، مبرزا ما أسماه ب”السر” الذي يحيط بالملف الصحي للرئيس واستمرار غيابه والفراغ الذي تركه في الساحة السياسية الجزائرية. كما أسقط التقرير فرضية إجراء انتخابات رئاسية مسبقة أي قبل حلول سنة 2014، بالنظر لعدم وجود أي مؤشرات تدل على التحضير لذلك. وفيما يتصل بالمتسابقين على كرسي المرادية، ذكر التقرير أنه لحد الساعة يمكن الحديث عن مترشح واحد، وهو رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، لكنه نقل عن تصريحات مترشحين آخرين أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يكون مترشحا أيضا للرئاسيات القادمة. ولم يغفل التقرير التعديلات الجوهرية التي أجراها رئيس الجمهورية في المؤسسة العسكرية، ووصف الوضع العام الذي يخيم على الجزائر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية ب”الغامض جدا”. كيفية إجراء الانتخابات الرئاسية والشفافية التي تطالب بها الأحزاب والضمانات المتوفرة، هي نقاط تناولها التقرير، حيث نقلت الوثيقة شهادات متطابقة عن وجود شكوك فعلية في ضمان نزاهة الاقتراع القادم، وأضافت أن نسبة المشاركة الانتخابية ستكون منخفضة، بسبب ”انعدام مناخ الثقة لدى المواطن، وعدم اقتناع الشعب بقدرة السياسيين في معالجة المشاكل”. وخلص التقرير إلى التأكيد أن الجزائر في حالة ووضعية انتظار، وأن الجزائريين اليوم يتقيدون بالحيطة والحذر، الأمر الذي يجزم حسب الوثيقة بعدم حدوث أي تطورات في الأشهر القادمة، لأن الجمود يميز الوضع ويسيطر عليه. شريفة عابد سيلتقي بوتفليقة، سلال ولعمامرة كيري في الجزائر للتباحث حول الرئاسيات، الوضع في ليبيا وتونس سيفتح كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، جون كيري، خلال زيارته للجزائر العديد من الملفات، فيما ستكون الانتخابات الرئاسية وبحث سبل حل الأزمة الأمنية في كل من ليبيا وتونس أهم الملفات التي يتطرق إليها مبعوث الرئيس الأمريكي في لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، إلى جانب وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. ستكون الزيارة المقررة لكاتب الدولة الأمريكي جون كيري، للجزائر المقررة اليوم أو غدا، فرصة هامة للإدارة الأمريكية لمعرفة موقف الجزائر تجاه العديد من الملفات الداخلية الإقليمية والدولية، ولاسيما تلك الملفات التي ظلت المصالح الدبلوماسية الأمريكيةبالجزائر تعمل عليها بكثرة من خلال اجتماعات ماراطونية عقدها السفير هنري أنشير، مع بعض الأحزاب السياسية والشخصيات الحقوقية، حيث سيحاول كيري معرفة تفاصيل تنظيم الرئاسيات، وكذا إن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيخوض السباق لعهدة رابعة على التوالي، خاصة أمام تعالي الأصوات التي تطالب بتزكية الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة دون أن يقول الرئيس بوتفليقة لحد الآن شيئا في الموضوع، رغم أن الموعد لم يعد يفصلنا عنه سوى 5 أشهر فقط، بالإضافة إلى معرفة حظوظ المعارضة والإسلاميين في خامس انتخابات تعددية تجريها الجزائر. وسيكون من أهم دوافع زيارة كيري للجزائر تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، خاصة في ظل الإشادة الدولية بخبرة الجزائر في مكافحة الإرهاب من خلال قيادتها رفقة كل من موريتانيا، النيجر ومالي حملة دولية لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي. ولا يستبعد أن تجدد واشنطن طلبها للجزائر والقاضي بالتنسيق في حملة عسكرية لملاحقة الجماعات الإرهاب بليبيا، وهو الطلب الذي ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا من منطلق موقفها الثابت والقائم على رفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول، سواء تدخل سياسي أو عسكري أو اقتصادي، لكن لن تبخل الجزائر بتقديم توجيهات للمجموعات الدولية لتسريع مساعي حل الأزمة بليبيا، خاصة وأن الجزائر كانت أول بلد على الساحة الدولية حذر من الحركية العشوائية للأسلحة بليبيا. كما يتناول جون كيري في لقاءته مع مسؤولي الجزائر، الوضع في تونس باعتبار أن الجزائر شريك هام لهذا البلد في مكافحة الإرهاب، إلى جانب ملف الصحراء الغربية الذي سيكون في قلب هذه الجولة، خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لازالت تصر على ضرورة منح مهام مراقبة ملف حقوق الإنسان بالصحراء الغربية للبعثة الأممية ”المينورسو”.