الفرق بحاجة ماسة إلى معلم كسيدي موسى للقضاء على التبعية للخارج باشرت النوادي الجزائرية مؤخرا تحضيراتها تحسبا لانطلاق مرحلة العودة من الرابطة المحترفة الأولى، حيث شرعت معظم الفرق في خوض معسكرات تحضيرية خارج الوطن على غرار ما كان عليه في المواسم الفارطة حيث أضحت النوادي تستغل توقف البطولة في الفترة الشتوية لبرمجة تربصات خارج الجزائر، أملا في التحضير في ظروف جيدة والابتعاد عن الضغوط التي تفرضها جماهير هذه الفرق، سيما التي عانت من هاجس النتائج السلبية خلال مرحلة الذهاب. أضحت تونس وإسبانيا والمغرب الوجهة المفضلة للنوادي الجزائرية لإقامة تحضيراتها هناك، دون مراعاة حجم التكاليف والنفقات التي تمنح لمراكز هذه البلدان، رغم أن الجزائر لا تقل شأنا عن البلدان المجاورة فيما يخص الهياكل الموجودة والمراكز التحضيرية التي تمتلكها البلاد، بدليل أن المنتخب الجزائري في السنوات القليلة الأخيرة أضحى يحضر استحقاقاته ورهاناته هنا بالجزائر بدل صرف الملايير في الخارج من خلال إقامة تربصات في بلدان أوربية تستنزف خزينة الدولة، وهو الأمر الذي يحدث حاليا مع فرقنا التي رغم أن بعضها لا تتوانى في كل مرة بالإقرار بمعاناتها ومشاكلها المالية، لكن للأسف هذه الفرق نراها في كل مرة تتسابق من أجل إهدار الأموال في الخارج بداعي إقامة التحضيرات. شبيبة القبائل، الموب، الشلف، السنافر، اتحاد العاصمة فضلوا تونس على هياكل الجزائر وقد نالت تونس حصة الأسد فيما يخص عدد الفرق الجزائرية التي فضلت التحضير في مراكزها الرياضية، حيث كانت تونس منذ سنوات قبلة النوادي الجزائرية بالنظر إلى الهياكل والمنشآت التي توفرها، فضلا على أن هذه الأخيرة لا تتطلب أمولا باهظة على خلاف المراكز الموجودة في القارة العجوز، سيما مع الأزمة الاقتصادية والمالية التي تطال معظم بلدان أوروبا في السنوات الأخيرة. وبلغة الإحصائيات فإن حوالي 6 فرق من الرابطة المحترفة الأولى فضلت التوجه إلى البلد الجار مؤخرا لمباشرة تحضيراتها، والأمر يتعلق بكل من فريق شبيبة القبائل الذي تعود على التحضير بمركز حمام بورقيبة شأنه شأن فرق جمعية الشلف ومولودية بجاية وشباب قسنطينة وشبيبة بجاية، فضلا على فريق اتحاد العاصمة الذي غير وجهته هذا الموسم من أوروبا إلى تونس، وبالضبط إلى مدينة قمرت، رغم أن النادي العاصمي يملك كل الإمكانات التي تسمح له بالتحضير في أكبر المراكز الرياضية. وفاق سطيف ومولودية الجزائر يعسكران في إسبانيا رغم الأزمة الاقتصادية وبالرغم من الأزمة الاقتصادية التي طالت مؤخرا بعض بلدان أوروبا، إلا أن هذا لم يمنع بعض الفرق الجزائرية من التوجه إلى هذه الدول لإقامة تربصاتها التحضيرية خلال هذه الفترة، حيث اقتصر الأمر هذه المرة على فريقين فقط هما وفاق سطيف ومولودية الجزائر اللذان فضلا التحضير في إسبانيا بدل تونس أو المغرب، ولو أن الفريقين تعودا في كل موسم اختيار وجهة أوروبا للتحضير هناك، باعتبار أن هذه الفرق ممولة من بعض المؤسسات التي ستتكفل بكل نفقات الفريق خلال هذا المعسكر التحضيري. شباب بلوزداد واتحاد الحراش يحافظان على القاعدة ويحضران بالجزائر.. وعلى خلاف أغلب الفرق المحترفة التي اختارت التوجه إلى الخارج لاستغلال فترة توقف البطولة لشحن بطريات لاعبيها قبل استئناف مرحلة العودة من الرابطة المحترفة الأولى، فإن فريقي شباب بلوزداد واتحاد الحراش أضحيا من النوادي التي حافظت على قاعدة التحضير في الجزائر قياسا لمحدودية إمكاناتهما، سيما إذا راعينا المشاكل المالية والمادية التي تخبط فيها هذا الثنائي هذا الموسم، والذي أثر نسبيا على نتائج الفريقين في البطولة. واختار شباب بلوزداد التحضير بمدينة عين تموشنت التي تتوفر على هياكل ومرافق رياضية لا تقل عما هو موجود في تونس، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على فريق اتحاد الحراش الذي اختار مدينة تيبازة لإقامة معسكره التحضيري، وهو الأمر الذي تعودناه مع فريق الصفراء الذي يحقق نتائج جيدة في كل موسم رغم محدودية التحضيرات التي يقوم بها في كل موسم على خلاف باقي الفرق المحترفة. الفرق المحترفة بحاجة إلى مراكز بحجم سيدي موسى للقضاء على التبعية للخارج وبالرغم من المطالب التي وجهها رؤساء النوادي المحترفة للسلطات العليا في البلاد في الفترة الأخيرة من أجل تجسيد بعض الوعود والمشاريع المتعلقة أساسا بإنجاز مراكز تحضيرية، إلا أن هذه النداءات لم تلق أي إجابة، وهو الأمر الذي جعل بدون شك هذه الفرق تضطر إلى التحضير خارج الجزائر ولو على حساب مشاكلها المالية. وتأمل النوادي المحترفة أن تستفيد من بعض الامتيازات التي يحظى بها المنتخب الوطني الجزائري والمنتخبات الوطنية الأخرى، في إشارة إلى المركز التقني التابع للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمركز سيدي موسى الذي يعد حاليا من أكبر المعالم الكروية في الجزائر، والذي استفاد منه الخضر في السنوات الفارطة، بعد أن كان الأخير يضطر إلى إقامة معسكراته وتربصاته التحضيرية خارج الجزائر، ولعل تطلع الجزائر إلى احتضان منافسات إقليمية وقارية يتناقض تماما مع الوضع الحالي التي تشهده فرقنا التي تفتقد إلى مراكز تحضيرية مناسبة.