ثمنت أحزاب سياسية مبادرة الوزير الأول عبد المالك سلال الهادفة لإطفاء نار الفتنة بولاية غرداية، تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وذلك من خلال اتخاذ عدة قرارات لدى استقباله وفدا عن مواطني غرداية منها تأسيس مجلس حكماء بالبلديات لفض النزاعات. وفي هذا السياق أكدت جبهة التحرير الوطني على لسان عضو المكتب السياسي والمكلف بالإعلام السعيد بوحجة، أن مبادرة الوزير الأول التي جاءت تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، مثمرة، بدليل عودة الهدوء إلى الولاية. ويرى الحزب أن عودة الهدوء إلى غرداية هو دليل عن التزام مواطني هذه الولاية العريقة برسالة الرئيس بوتفليقة التي دعا فيها إلى ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار. كما دعا الأفالان سكان ولاية غرداية إلى ”التعقل والحكمة والالتفاف وراء توجيهات الرئيس حفاظا على الوحدة الوطنية”. من جهته رحب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بمبادرة الحكومة رغم اعتباره أن المبادرة جاءت متأخرة وقال إن حزبه يرحب بكل مبادرة تهدف لتهدئة الأوضاع بولاية غرداية سواء كانت صادرة عن جهات رسمية أو غير رسمية حفاظا على سيادة ووحدة الجزائر وشعبها. وبدوره عبر حزب التجمع الوطني الديمقراطي في تصريح للناطقة باسم الحزب، نوارة سعدية جعفر، عن دعمه لمبادرة سلال من أجل وضع حد للأحداث التي عرفتها ولاية غرداية في إطار تنفيذ التوجيهات التي أسداها الرئيس. ودعا الأرندي إلى جعل الحوار والتسامح والوئام عملا دائما ومستمرا لأن الأوضاع الإقليمية المحيطة بالجزائر تتطلب اليقظة والحذر وتكثيف مساعي الحفاظ على استقرار وسيادة ووحدة الجزائر. وبدوره أكد رئيس تجمع أمل الجزائر، عمر غول، أن ”مبادرة الوزير الأول خطوة مشجعة لتعزيز صفوف الوحدة مابين المواطنين بالولاية العريقة”. ومن شأنها أن تعزز وتثمن مسعى المصالحة الوطنية وخطاب التسامح والوئام. وعبر غول عن التزام حزبه بالعمل على تجسيد ما جاء في مبادرة الحكومة بخصوص ولاية غرداية على أرض الواقع وذلك بالعمل مع مواطني أعيان الولاية ومواطنيها الشرفاء لأن الحفاظ على مكسب الأمن والاستقرار الذي تنعم به الجزائر هي مهمة الجميع. وشاطر رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام موقف مقري بالقول إن مبادرة الحكومة جاءت متأخرة رغم اعتبارها محمودة، أما رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي فدعا الحكومة إلى تحديد المشكل الحقيقي الذي يؤدي إلى هذه الصراعات بالولاية. وأشار النائب بالمجلس الشعبي الوطني وعضو اللجنة المركزية لحزب العمال، رمضان تعزيبت، أن حزبه يرحب بكل إجراء تتخذه الحكومة لتهدئة الوضع في غرداية وتلبية مطالب السكان، مضيفا أن مبادرة الوزارة الأولى هامة لأن حضور الدولة ووقوفها إلى جانب مواطنيها في ولاية غرداية يفوّت الفرصة على كل من تسول له نفسه محاولة تسويق ما يحدث على أنه صراع عرقي وطائفي. يذكر أن لقاء الوزير الأول عبد المالك سلال بمواطني ولاية غرداية ليلة الخميس الماضي خلص إلى العديد من القرارات لتمكين عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي، منها إنشاء مجلس حكماء على مستوى البلديات المعنية ليكون بمثابة فضاء للتحكيم والصلح على أساس التعايش المنسجم والسلمي العريق الذي كان يسود في هذه الولاية. كما التزم ممثلو المجموعتين في الاجتماع ببذل كل ما بوسعهم للإسهام في تجاوز الخلافات واستعادة ”العلاقات الأخوية وفق الأسس السليمة” المتوارثة عبر الأجيال في هذه الولاية.