ثمنت أحزاب سياسية اليوم الجمعة مبادرة الوزير الأول عبد المالك سلال باستقباله وفد من مواطني ولاية غرداية واتخاذ عدة قرارات تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل وضع حد للتوترات التي عرفتها الولاية مؤخرا. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال استقبل أمس الخميس بالجزائر العاصمة وفدا من مواطني ولاية غرداية يتكون من 24 شخصا يمثلون المجموعتين الإباضية و المالكية من أجل وضع حد للتوترات التي شهدتها هذه الولاية في الأسابيع الأخيرة . وفي هذا السياق أكد عضو المكتب السياسي والمكلف بالاعلام لحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة في تصريح لواج أن مبادرة الوزير الاول التي جاءت تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية في اخر اجتماع لمجلس الوزراء "مثمرة بدليل عودة الهدوء إلى الولاية". ويرى بوحجة أن "عودة الهدوء إلى غرداية هو تعبير عن التزام مواطني هذه الولاية العريقة برسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي دعا فيها إلى ترجيح قيم التسامح و الوئام والحوار". ودعا سكان ولاية غرداية إلى "التعقل والحكمة والالتفاف وراء توجيهات رئيس الجمهورية حفاظا على الوحدة الوطنية". من جهته رحب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بمبادرة الحكومة رغم اعتباره أن المبادرة جاءت "متأخرة". و قال بان حزبه "يرحب بكل مبادرة تهدف لتهدئة الاوضاع بولاية غرداية سواء كانت صادرة عن جهات رسمية أو غير رسمية حفاظا على سيادة ووحدة الجزائر وشعبها". وبدوره عبر حزب التجمع الوطني الديمقراطي في تصريح للناطقة باسم الحزب نوارة سعدية جعفر عن "دعمه" لمبادرة سلال من أجل وضع حد للأحداث التي عرفتها ولاية غرداية في اطار تنفيذ التوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية في آخر اجتماع مجلس الوزراء". ودعا حزب التجمع الوطني الديمقراطي على لسان السيدة جعفر إلى " جعل الحوار والتسامح والوئام كما حث عليه رئيس الجمهورية عمل دائم ومستمر لأن الاوضاع الاقليمية المحيطة بالجزائر تتطلب اليقظة والحذر وثكثيف مساعي الحفاظ على استقرار وسيادة ووحدة الجزائر". وبدوره أكد رئيس تجمع أمل الجزائر (تاج) عمر غول أن مبادرة الوزير الاول "خطوة مشجعة لتعزيز صفوف الوحدة مابين المواطنين بالولاية العريقة" و من شأنها أن "تعزز وتثمن مسعى المصالحة الوطنية وخطاب التسامح والوئام الذي ألفه الشعب من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". وعبر رئيس تجمع أمل الجزائر عن " حزبه بالعمل على تجسيد ماجاء في مبادرة الحكومة بخصوص ولاية غرداية على أرض الواقع وذلك بالعمل مع مواطني أعيان الولاية ومواطنها الشرفاء لأن الحفاظ على مكسب الأمن والاستقرار الذي تنعم به الجزائر هي مهمة الجميع " حسب غول . و شاطر رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام موقف مقري بالقول بان مبادرة الحكومة "جاءت متاخرة" رغم اعتبارها محمودة. أما رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي فدعا الحكومة إلى" تحديد المشكل الحقيقي الذي يؤدي إلى هذه الصراعات بالولاية" إلى جانب استحسانه للمبادرة. و بدوره اشار النائب بالمجلس الشعبي الوطني وعضو اللجنة المركزية لحزب العمال رمضان تعزيبت أن حزبه يرحب بكل اجراء تتخذه الحكومة لتهدئة الوضع في غرداية وتلبية مطالب السكان. و أضاف بأن حزب العمال يولي "اهتماما خاصا" للأحداث التي عرفتها ولاية غرداية مؤكدا أن مبادرة الوزارة الأولى "هامة" لأن "حضور الدولة ووقوفها إلى جانب مواطنيها في ولاية غرداية يفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه لمحاولة تسويق مايحدث على انه صراعا عرقيا وطائفيا". يذكر أن لقاء الوزير الاول عبد المالك سلال بمواطني ولاية غرداية خلص إلى العديد من القرارات لتمكين عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي منها إنشاء مجلس حكماء على مستوى البلديات المعنية ليكون بمثابة "فضاء للتحكيم و الصلح" على اساس "التعايش المنسجم و السلمي" العريق الذي كان يسود في هذه الولاية. كما التزم ممثلو المجموعتين في الاجتماع ببذل "كل ما بوسعهم " للاسهام في تجاوز الخلافات و استعادة "العلاقات الأخوية وفق الأسس السليمة " المتوارثة عبر أجيال في هذه الولاية. و بهذه المناسبة دعا الوزير الأول ممثلي الولاية إلى "التوجه نحو المستقبل و طي صفحات الماضي" داعيا القوى الحية إلى "العمل على استتباب الأمن والسكينة" عبر مختلف بلديات غرداية.