بدأ العد التنازلي لمؤتمر ”جنيف 2” وتزايدت معه تطلعات الرأي العام الدولي إلى نجاح الولاياتالمتحدة اليوم من خلال اجتماع ”أصدقاء سوريا” بباريس في إقناع المعارضة السورية المعتدلة بالمشاركة في هذا المؤتمر المنتظر عقده الأسبوع القادم، لاسيما في ظل عدم مشاركة إيران التي أقرتها واشنطن لعدم تسجيل تغير كبير في موقف طهران تجاه سوريا، ما يفقد طهران حق المشاركة لا رسميا ولا على هامش جنيف. تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية استكمال جهودها لكسب موافقة المعارضة على الانضمام لطاولة الحوار الدولي للسلام حول سوريا، حيث من المقرر أن يشارك اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالعاصمة الفرنسية باريس في اجتماع جديد لمجموعة ”أصدقاء سوريا”، إذ من المتوقع أن تزيد الدول الداعمة للائتلاف الوطني السوري المعارض من ضغوطها لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المؤتمر المقرر أن يبدأ أعماله في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بالعاصمة السويسرية، وفي خضم هذه اللقاءات التي تسبق انعقاد المؤتمر شدّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تصريحاته على ضرورة الوصول إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات، وعلى الرغم من تشاؤم بعض الأطراف الأوروبية حيال النتائج المرجوة من المؤتمر، في انتظار نتيجة اللقاء الثلاثي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري والمبعوث الدولي بشأن سوريا الاخضر الإبراهيمي الاثنين المقبل للإعداد لمؤتمر ”جنيف 2”، حيث تبقى قضية تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة هاجس المجتمع الدولي والأممي، تتواصل الجهود الدولية والدبلوماسية للتحضير للمؤتمر الرامي إلى حل الأزمة السورية سياسياً وطي صفحة الصراعات والحرب التي دمرت البلاد، إذ من المنتظر أن يسفر اجتماع وزراء خارجية أصدقاء سوريا في باريس اليوم بحضور الائتلاف السوري المعارض على مستجدات تخدم المؤتمر، وبحسب مصدر مسؤول في الائتلاف، فإن أحمد الجربا قرّر تقديم جملة مطالب قبل البث في قرار المشاركة بجنيف اثنين، أهمها تأمين ممرات آمنة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتوصيل المواد الغذائية والطبية إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين، وللتكفل بالأزمة الإنسانية التي يعيشها السوريون جراء الحرب وصلت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إلى العاصمة السورية دمشق لاستطلاع الوضع وبحث الأمور مع المعنيين في المنطقة، يأتي ذلك، في وقت أفادت فيه لجان التنسيق المحلية بأن 82 شخصاً قتلوا في مختلف أنحاء سوريا أمس الأول جراء عمليات القصف الجوي بالبراميل المتفجرة على مناطق عدة في البلاد والاشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة.