انتهى المصريون أمس من التصويت على مشروع الدستور المعدل، والذي ينتظر أن ينهي المرحلة الانتقالية في مصر، في انتظار الإعلان عن نتائجه السبت القادم، وتخلل يومي الاستفتاء أحداث عنف عقب مشادات بين الشرطة وأنصار جماعة الإخوان قرب لجان التصويت.. وكان الناخبون استهلوا يومكم الثاني في الاستفتاء على الدستور أمس، بانفجار عبوة ناسفة أمام إحدى المدارس التي تستضيف إحدى لجان الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، حيث تسبب الانفجار في تساقط زجاج بعض نوافذ المدرسة دون وقوع إصابات، في محافظة الجيزة، كما تم إبطال مفعول قنبلة أمام مدرسة أخرى بالمحافظة نفسها، كما ألقت مباحث الجيزة القبض على عدد من عناصر تنتمي لجماعة الإخوان بمنطقة بالجيزة وبحوزتهم زجاجات مولوتوف، قبل تنظيمهم مسيرة لتعطيل عملية الاستفتاء، حسب ما ذكرته وسائل إعلام مصرية.. وفي ردود الفعل الأولية على الاستفتاء وتعليقا عما شهده الشارع المصري قال محمد نبوي المتحدث الإعلامي لحملة تمرد أن الشعب المصري أعطى للعالم أجمع درسًا خلال مشاركته في الاستفتاء، وأن المشهد في الشارع المصري كان رائعا، خاصة مع التواجد المكثف للمرأة المصرية التي شاركت بقوة في العملية السياسية، من جهته أكد الدكتور مجدي سليم الأمين العام المساعد لحزب النور أن حزبه حشد للدستور وصوت عليه بنعم لأن ”هذا الدستور قد حفظ مواد الهوية وأن إقرار الدستور يعتبر أول خطوة عملية على خارطة الطريق للوصول بمصر إلى الاستقرار المنشود”، واصفا إياه بأنه يعتبر أولى لبنات الدولة الحديثة. في نقيض ذلك استمر كل من حركة 6 أبريل والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في التقليل من نسب المشاركة في اليومين، وقال التحالف في بيان له، إن المشاركة كانت متدنية وأن مظاهر التزوير عادت من جديد، حيث ظهر تسويد البطاقات والتصويت الجماعي بحافلات الرشاوى الانتخابية، وتحويل اللجان إلى ثكنات عسكرية، واختيار الناخبين والإعلاميين وملاحقة الحقوقيين، تخوفات نقلتها أيضا حركة 6 أبريل حيث أشارت إلى احتمال حدوث تصويت جماعي بعد أن رصدت في تقريرها قيام أعضاء الحزب الوطني المحل بحشد المواطنين للتصويت في حافلات تم توفيرها مسبقا، حسب ما ذكرته. يذكر أن الإعلان عن نتائج التصويت سيتم يوم السبت المقبل إذا لم يستجد أي طارئ، وستعلن عنه اللجنة العليا للانتخابات التي أشادت بالإقبال المكثف للناخبين على صناديق الاستفتاء في مختلف محافظات مصر، رغم محاولات أنصار الإخوان تعطيل العملية، وأكدت أن الإقبال كان على مدى اليومين كثيفا.. يشار إلى أنه يحق لنحو 53 مليون مصري التصويت في الاستفتاء ويجرى هذا الأخير تحت إشراف 15 ألف قاض بمساعدة أكثر من خمسين ألف موظف، وتراقب الاقتراع 67 منظمة محلية وست منظمات دولية، جامعة الدول العربية، الاتحاد الأوروبي، البرلمان العربي، منظمة الشفافية الدولية وممثلين عن ثلاث منظمات للمجتمع المدني الأمريكي وأخرى.