من هو نيرون الذي يريد حرق البلاد؟ لا أعتقد أن سعداني الرجل الذي يحمل عود الثقاب بيده، يدرك خطورة ما يفعل أو ما يقول، وهو من غير “مدربه” لا يمكن أن يفعل شيئا، وهو من هو في ولاية وادي سوف؟ من هو هذا الذي يسعى إلى إدخال المؤسسة العسكرية في صراع داخلي، بعد أن وقع على رأس جبهة التحرير سعداني ذي الماضي القذر. وكلنا نعتقد أنه لا يوجد أسوأ من بلخادم، فها هو بلخادم “يطلع” وطنيا يحترم الرجال والمؤسسات؟ أليس المخطط يراد منه القضاء على الدولة النوفمبرية، وعلى ما بقي واقفا منها، الجبهة والجيش؟ فالجيش ألحقت به كل تهم “من يقتل من” وتهم الفساد، وجبهة التحرير يتزعمها أكبر رجال مافيا منذ أن وقف وراء شكيب خليل وبرأه إلى درجة أن المواطنين صاروا يتبرأون من جبهة التحرير لأنها صارت مرادفا للفساد ونهب المال العام، وهذه الصفة للأمانة لحقتها قبل أن يلتحق بها سعداني. لن أكرر ما قلت في مواقف سابقة، لكن فقط لأوجه هنا رسالة أخرى إلى شقيق الرئيس، والذي توجه إليه كل أصابع الاتهام لدى الرأي العام عن حق أو عن غير حق، إنه هو من يحرك كل عرائس الڤراڤوز هذه، فإما عهدة رابعة رغم ما بدا على الرئيس من مرض ووهن، وإما الجحيم!؟ أقول لشقيق الرئيس، إن ما يصلنا إلى قاعات التحرير، أنك تتصرف مع رئيس كل الجزائريين قبل أن يكون شقيقك، كمن يحجر على شخص فاقد للأهلية، وأنك تسلبه إرادته ومنصبه. هذا ليس كلامي وليست ادعاءاتي، وإنما هذا ما يتداوله كل الجزائريين في السر والعلن. وأقف هنا من هذا المنبر، أناشدك أن تفتح أبواب الرئيس إلينا، إلى مجموعة من رجال الإعلام النزهاء الوطنيين، لا ينتمون إلى جناحك ولا إلى جناح خصومك، إن كان حقا هناك صراعا على السلطة وليس فقط على صفحات الجرائد. افتح باب الرئيس لنا، مع أنه لما كان بصحة جيدة رفض دائما الحديث إلى الصحافة الجزائرية متخذا منها موقفا، لكن الآن نريد أن نكون واسطة خير، بين الرئيس وبين المواطنين، لننقل عنه صورة حقيقية للرأي العام، غير الصورة المشوهة التي تجتهد في كل مرة لترسلها عبر التلفزيون، والتي تظهر رئيسا مريضا عاجزا، يحاول قصارى جهده أن يؤدي الدور المطلوب منه، ويقال إنك أنت من يطلب منه أداء هذا الدور. لن نثق في الشهادة الطبية الصادرة عن “فال دوغراس” لأننا نعرف جشع الفرنسيين، ليس الأطباء وإنما السياسيين وهم مستعدون لكل شيء من أجل قضاء مآربهم هنا، ولم لا إن تطلب الأمر شهادة طبية مزورة؟! يا شقيق الرئيس، أناشدك كصحفية أن تسمح لنا بزيارة الرئيس، فزيارة المريض واجب، ولم لا إذا كان المراد منها فك اللغم وإنهاء الشجار القائم حوله. فإن كان الرئيس حقا يتمتع بصحة جيدة وبرجاحة عقل مثلما يقول المطالبون بعهدة رابعة، فإننا سننقل ذلك بأمانة، وإن كان الأمر غير ذلك، فمن حقنا كمواطنين أن نحمي رئيسنا من لعبة تحاك باسمه وتستغله لإحداث فتنة في البلاد، لأن الرئيس لو كان مدركا ما يروج باسمه، وما يقوله سعداني على لسانه ضد مؤسسات الجمهورية لما قبل هذا، وما قبل أن تفجر البلاد باسمه ومن أجل عهدة رابعة لن ينتفع منها هو المريض في شيء. الوضع العام في البلاد لا يدفع إلى التفاؤل، وإنما هناك أزمة ثقة، وهناك حرب أعصاب قد تتحول إلى معارك كسر عظم، هناك حرب نفسية يراد منها تركيع الجميع لقبول الأمر الواقع الذي تمليه جماعة مصالح باسم الرئيس، وتستعملك أنت بحكم علاقتك بشقيقك في الواجهة. مرة أخرى، يا شقيق الرئيس تحمل مسؤولياتك التاريخية، فما يشاع عنك أنك تقود البلاد عن قصد أوغير قصد إلى الهاوية!؟